المطلوب من (كيري) اليوم - هاشم عبده هاشم

  • 1/23/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

•• لا أعتقد أن اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الست اليوم إلى وزير الخارجية الأميركي "جون كيري" في الرياض سيكون اجتماعاً عادياً.. وسهلاً.. وتقليدياً مثل بقية الاجتماعات الأخرى. •• فدول المجلس تشعر بالكثير من المرارة وخيبة الأمل.. والتوجس بعد "التراجعات" الاميركية المتواصلة تجاه عملية إعادة الامن والاستقرار إلى المنطقة.. •• فهي ترى أن الولايات المتحدة بالتغاضي عن الممارسات الإيرانية الشاذة في المنطقة.. من جهة.. وعدم الحد من استهداف الروس للمقاومة المعتدلة في سورية بدلاً من التركيز على المنظمات الإرهابية وفي مقدمتها داعش.. وعدم الجدية الكافية تجاه ما يحدث في اليمن.. والعراق.. وليبيا.. فإنها تمكّن بذلك لقوى الظلام.. في هذه الدول.. وتشجعها على المضي في مخططها الرامي إلى النيل من الدول المستقرة في المنطقة العربية.. وفي مقدمتها دول الخليج العربي الست.. •• هذا الوضع المؤلم ليس هو ما اتفق عليه الخليجيون مع الولايات المتحدة في اجتماعات "كامب ديفيد" العام الماضي.. وليس هو الذي تفرضه العلاقات الاستراتيجية بعيدة المدى بين دولنا وأميركا.. كما أنه لا يعطي تفسيراً واحداً مقبولا للمواقف الاميركية "الخجولة" من التصرفات الطائشة التي صدرت وتصدر من طهران تجاه دولنا وشعوبنا.. •• وإذا مضت الأمور على هذا النحو.. فإن دول المجلس تصبح مطالبة باتخاذ ما تراه مناسباً لحماية أمنها وضمان سلامتها.. وتأمين شعوبها إذا هي لم تلمس أن هناك تغييراً جذرياً في السياسات والمواقف الأميركية تجاه من يدفعون المنطقة إلى المزيد من الانهيارات.. ويهددون مصالح دول وشعوب العالم في منطقتنا.. •• ذلك أن امريكا ليست مجرد دولة عادية حتى تقبل أو تسكت عن تلك الممارسات المهددة للأمن القومي الخليجي رغم ضخامة مصالحها فيها والتزاماتها تجاهها. •• وما تتوقعه دول المجلس من الوزير الاميركي اليوم هو : أولاً : ان تتخذ أميركا موقفاً جاداً وقوياً وواضحاً ومباشراً تجاه توسع إيران في امتلاك واستخدام الصواريخ البالستية بعيدة المدى واللجوء إليها في صراعها مع دول وشعوب المنطقة على أكثر من جبهة. ثانياً : الوقوف بوجه السياسات الإيرانية الرامية إلى إغراق أسواق البترول بمخزونها منه والتلاعب بالأسعار. ثالثاً : الضغط عليها للخروج من مناطق الصراع والتوقف عن إثارة الفتن بين الشعوب والسعي إلى تقسيم دول المنطقة على أسس "طائفية" والتمادي في تشجيع ودعم الأنشطة الإرهابية والتمكين للتنظيمات التي تستخدمها كأدوات خدمة لأجندتها في كل مكان تتواجد فيه. رابعاً : دعم وتشجيع الحلول السياسية الهادفة إلى نصرة الشعب السوري وتسريع العملية الانتقالية في سورية ومنع الضغوط التي تمارسها روسيا وإيران بفرض أجندة خاصة على المعارضة المعتدلة.. وتعطيل الحوار المقرر في (25 يناير 2016م).. وكذلك العمل على إزالة العراقيل التي تضعها إيران أمام عودة السلام والاستقرار في اليمن عبر تنفيذ الحوثيين وصالح لقرار مجلس الامن (2216) والقرارات الأممية الأخرى ذات الصلة.. خامساً : الإفصاح عن مواقفها الداعمة لدول المجلس وتحملها مسؤوليتها تجاه أمنها وسلامتها واستقرارها.. بكل قوة ووضوح.. وتأكيد التزاماتها نحوها.. بالتصدي لكل تهديد يطال أنظمتها وشعوبها أو يعرضها للخطر من أي نوع كان.. وبالذات تجاه أي أخطار تتسبب فيها إيران أو غيرها.. بعد اليوم. •• وليس سراً أن نقول.. إن إيران – على وجه التحديد – لن تتورع عن الذهاب إلى ما هو أبعد لتهديد دول المنطقة مستفيدة من الصمت الاميركي وغموض مواقفها وسلبية الأدوار التي تقوم بها منذ فترة.. ولم يعد هناك متسع من الوقت للقبول بهذا الوضع.. أو الارتهان لأي حسابات لا مصلحة لدولنا وشعوبنا فيها. ضمير مستتر : •• المغامرون يستمرئون صمت الكبار.. ويجدون فيه تأشيرة مرور إلى تدمير دول المنطقة.. وتهديد سلامة شعوبها..

مشاركة :