•• لست مع أو ضد مبدأ انتقال أي جهاز حكومي من أي مدينة في المملكة إلى أي مدينة أخرى.. وفي مقدمتها العاصمة الرياض، فذلك أمر تحدده الجهات المختصة.. وتقدر مدى ضرورته وفقاً للمعطيات التي تملكها.. •• لكنني مع ضرورة أن يكون القرار قد أخذ في الحسبان طبيعة الأضرار التي قد تلحق بالموظف.. وتفاداها تماماً.. •• وبصورة أكثر تحديداً.. •• فإن هناك نوعين من الموظفين سوف يطالهم القرار الخاص بهيئة الطيران المدني التي بدأت في الاستعداد للانتقال من جدة إلى الرياض خلال عام واحد من الآن. •• نوع.. يصعب تغيير نمط حياته في مدينة جدة لأسباب عائلية.. أو لارتباطات خاصة.. أو لضرورات تحول دون تغيير مقر إقامته الحالي.. •• هذا النوع سوف يجد نفسه مضطراً للاستقالة.. وذلك يعني أنه سوف يفقد مصدر رزقه الوحيد بكل ما يعنيه ذلك من عنت.. في البحث عن مصدر بديل.. أو في تغيير نمط حياته.. ومعالجة أوجه الصرف لديه.. والوفاء بالتزاماته المختلفة بما في ذلك بعض الأقساط الشهرية المترتبة عليه من إيجار سكن.. وقسط سيارة.. وسواهما.. •• وقد يكون من الانصاف لهؤلاء ولا سيما بعد أن خدموا هذا المرفق طويلاً، أن نُجزل لهم التعويض بالإضافة إلى مستحقات نهاية الخدمة حتى نمكنهم من المحافظة على مستوى قريب من معيشتهم السابقة ولو لفترة من الزمن إلى أن يتمكنوا من إعادة ترتيب حياتهم.. وتحديد أولوياتهم من جديد. •• أما النوع الثاني.. فإنه يتمثل في المنتقلين إلى الرياض لأنهم لا يملكون بديلاً جاهزاً يجنبهم حالة البطالة التي سيقعون فيها في حالة عدم موافقتهم على النقل.. وربما لأنه ليس عليهم من الالتزامات في مدينة جدة ما يحول دون انتقالهم.. وفي كلتا الحالتين فإن على الهيئة أن توفر لهم أسباب الاستقرار في الرياض وفي مقدمتها السكن.. وأن تعينهم على تحمل بعض أوجه الإنفاق الأخرى المترتبة على بدء حياة جديدة في مدينة ضخمة كمدينة الرياض بما في ذلك تأمين بدل المواصلات أو توفير وسيلة النقل لهم من وإلى عملهم على أقل تقدير. •• وإذا وقفت الأنظمة واللوائح بوجه هذا النوع من الدعم لهؤلاء وأولئك فإن الهيئة تكون قد أسهمت في تدمير حياة أسر بكاملها.. ولا أظن أن الدولة تقبل بهذا تحت أي مبرر كان.. •• وكم أتمنى أن تفصح هيئة الطيران المدني عما تخطط له بشأن هؤلاء الموظفين الذين يعيشون الآن في وضع نفسي مربك إلى أبعد الحدود.. وتحمل عنهم هم التفكير في المستقبل الغامض.. وتساعدهم على رسم خطوط هذا المستقبل بعيداً عن أي شكل من أشكال المعاناة.. •• والأهم من ذلك أن تجد الهيئة حلولاً عملية تؤكد لهم أن الدولة معهم.. وأنه لن يلحق بهم أي ضيم أو أي تعسف من أي نوع كان. *** •• ضمير مستتر: •• (لا شيء يهز كيان الإنسان.. مثل المصائب والمفاجآت عندما تجعله عاجزاً حتى عن التفكير في التعامل معها والتخفيف من وطأتها عليه وعلى من يحيطون به).
مشاركة :