سأبدأ بسؤال ظل يعنّ في ذهني كلما هممتُ بالكتابة عن البيئة وشجونها خصوصا وبلادنا تنحدر تدريجيا للأسف الشديد نحو بيئة ملوثة الهواء والماء والتربة، وبالتالي المحاصيل الزراعية المكوّن الرئيس لغذاء الإنسان والحيوان. السؤال: هل يُعنى عامة الناس بحكاية الطاقة النظيفة وما هو المقصود بها وما هي أهمية التحوّل من استخدام الوقود التقليدي (الاحفوري) كالبنزين والديزل والغاز وبقية مشتقات النفط الى طاقة بديلة متجددة مستمدة من الموارد الطبيعية كالرياح والشمس؟ وهذه الأخيرة متوفرة في بلادنا على مدار العام. إذا كان الجواب كلاّ (وهو المتوقّع) أي أن هذه الحكاية لا تدخل ضمن اهتمامات عامة الناس إذ تركوها برمتها للأجهزة المعنية فهي "أبخص" بشؤون الطاقة وتوابعها حيث يعنيهم أكثر المال الذي يدفعونه من جيوبهم ثمناً للوقود. نتوجه صوب الأجهزة المعنية التي لا أحد يعرف من هي بالتحديد في هذه الحكاية لعلنا نجد من يُطمئننا بأن هناك بالفعل من يهتم بهذا الأمر الحيوي الذي تُعقد من أجله المؤتمرات العالمية ويحضره زعماء دول العالم والمختصون بشؤون البيئة الذين أقلقهم ازدياد الاحتباس الحراري وما يصاحبه من ظواهر كارتفاع حرارة الأرض، وما ينتج عن ذلك من تغيرات مناخية بالغة الخطورة. هل من أحد يهتمّ؟ كي لا نبخس (الجهود) أقول بأن هناك مبادرات تتم على استحياء لاستخدام الطاقة البديلة في بعض الأنشطة كاستخدام الطاقة الشمسية في انارة (بعض) الشوارع والطرقات وكذا في بعض المواقع على الطرق خارج المدن كهواتف الطوارئ لعدم وجود شبكة كهرباء وقد رأيت مؤخرا لوحات إعلانية مضيئة في أحد ممرات المشي التي أنشأتها أمانة مدينة الرياض تعتمد (أي اللوحات) على الطاقة الشمسية في إنارتها تم التعريف بها كحاويات نظافة صديقة للبيئة حيث وضع اسفلها سلال لجمع النفايات خصص إحداها للبلاستيك والأخرى للزجاج من أجل إعادة التدوير. هل هذا يكفي؟ قطعا لا، إذ بالإمكان تعميم استخدام الطاقة الشمسية في كثير من المواقع غيرها مثل إشارات المرور وإنارة المساجد وعددها بالآلاف وفرض استخدام تلك الطاقة أثناء تصاميم المباني الحكومية والمدارس وبعض منشآت المطارات وكل المباني التي لا تحتاج لطاقة كهربائية عالية الجهد. الأمر المثير للدهشة أننا قد أنشأنا قرية للطاقة الشمسية في احدى ضواحي العاصمة الرياض في بداية السبعينيات الميلادية من القرن الماضي وكان الاعتقاد حينها بأن بلادنا تتجه نحو التحول لهذه الطاقة النظيفة لكن الواقع خالف ذلك إذ صعُبَ علينا فيما يبدو التخلّص من إدمان البترول ومشتقاته. بوجود مجلس للاقتصاد والتنمية ومشروع التحوّل الوطني هل نسمع عن خطط للتحول نحو الطاقة البديلة لننعم ببيئة نظيفة بجانب حفظ (الكثير) من نفطنا لليوم الأسود؟ aalkeaid@hotmail.com لمراسلة الكاتب: aalkeaid@alriyadh.net
مشاركة :