عبثٌ ما بعده عبث. ما يدور بين الشباب والبنات من غمز ولمز وتهكّم في مواقع التواصل الاجتماعي هو العيب والجهل في آن. لقد نشروا غسيلاً قذراً ليس لنا ولم ينتج منّا. الأوطان ليست أرضا ومُدناً اسمنتيه وثروات طبيعية، كلاّ الأوطان بشعوبها وأهلها. وحين يتم التقليل من قيمة الشعوب وتُشرخ صورة أفرادها ويتم تشويه أبسط ممارساتها الحياتية فهو العبث الصبياني الذي كنت أعنيه. لا أدري من الذي بدأ بإطلاق صفة "الركب السود" على أمهاتنا وزوجاتنا وبناتنا؟ وحتى لو انطبقت هذه المقولة أو الوصف فالحكم التعميمي من الأصل خطأ وغير معقول أو مقبول. ثم لنفترض أن من أطلق هذا الوصف الساذج لم يرَ غير سواد الركبة هل يجوز أن نعتبرها نقيصة في حق (الأنثى) السعودية. حينما أقول أنثى حتى لا أستثني هذا الجنس بكل فروقاته العُمرية أو الاجتماعية أو المكانية. بالمقابل لا أجد أي مبرر للطرف الآخر بأن يرد الصاع صاعين بوصف (الذكور) بأبي سروال وفنيلة. هذا هو لبسنا وما تعارف عليه المجتمع ولا أجد أي نقيصة أيضاً بهذا التعيير. حسناً إذا كان الموضوع بهذه البساطة وهذا التخريج فهل هناك مُشكلة؟ نعم.. هناك مشكلة قد لا يرى أبعادها من خاض ويخوض فيها دون وعي في وسائل التواصل الاجتماعي خصوصا "تويتر" و "فيس بوك" وثالثة الأثافي "كيك". فقد الثقة بالنفس وبالتالي استغلال هذه الثغرة من قبل من لهم أجندات مُسبقة ضدنا وضد أعرافنا ومفاهيمنا المجتمعية. لا أتحدث عن هواجس ولا توهم نظرية المؤامرة بل عن واقع أنقله بكل ما فيه من إيجابيات أو سلبيات. حين نُجحف بتشويه صورة البنت السعودية بهذا الوصف السلبي الساذج فكأننا نقول للعالم بأنها غير جديرة بالاقتران بها وأن غيرها أجدر بالاهتمام والحب والبحث. حينها ستبور بناتنا (حسب رؤية صغار العقول) وتصبح الهجرة طلباً للزواج من الخارج هدفاً ومسعى. ثم نلطم ونندب في المنابر والتكايا عن العنوسة وما أدراك ما العنوسة. أقول: لا أسعى لتكميم الأفواه ولا التضييق على خلق الله فيما يفكرون ويعتقدون لكنني أُذكّر بالمقولة الصينية: أوجدنا في أدمغتنا تعرجات أكثر مما في أحشائنا.
مشاركة :