عدوّ أمانة جدّة | م. طلال القشقري

  • 12/25/2013
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

فاجأني أحدُ القُرّاء، ممّن قرأ مقالاتي الكثيرة التي انتقدْتُ فيها أداءَ أمانة جدّة، بأن وصفني في رسالته أنني عدوٌّ لها!. وطالما وصل الأمر إلى هكذا وصْف، ممّا حقيقةً أتجرّعه ولا أكاد أسيغه، فلا بُدّ أن أشرح وجهة نظري حول ذلك؛ لأنني بأمانة أصنّف نفسي صديقًا لأمانة جدّة، من باب الزمالة المهنية، ومن باب أنّ الصديق هو مَن يصْدُقُها القولَ بانتقاده لها، لا مَن يصدِّقها القولَ بالمجاملات التي جابت لنا عيد الأزمات في مناسبات عديدة!. لا أحتاج لأن أقسم بالله أنه ليست هناك حسابات شخصية بيني وبين أمانة جدّة أحاول تصفيتها بمقالاتي، فأنا لا أعرف فيها مسؤولاً، ولا يعرفني منها مسؤولٌ، وآخر مرّة دخلت إليها كانت قبل سنوات طويلة للحصول على ترخيص لبناء بيتي، وبأمانة حصلتُ عليه بسرعة الصوت، وربّما بسرعة الضوء، ومع ذلك حظيت هي بنصيب الأسد الغضنفر من انتقادي للأمانات بصفة عامة!. إذن لماذا أنتقدها بكثرة؟ ببساطة لأنّ المشروعات البلدية التي تشرف عليها هي من الناحية الهندسية تُعتبر أسهل المشروعات، وتُطبّق فيها تخصّصات هندسية قليلة، وخالية من التعقيد، ومع ذلك تخفق في كثيرٍ منها، فمشروعات سفلتة، أو رصف، أو إعادة تخطيط شارع -مثلاً- أسهل من مشروعات إنشاء محطات توليد طاقة، ومع ذلك ترى سلبيات في المشروعات الأسهل أكثر من المشروعات الأصعب، فمَن هي الجهة صاحبة المشروعات التي تستحق الانتقاد الأكثر؟! هذا الوضع الغريب يُشبه تمامًا وضع طبيبين، أحدهما يُخفِق في علاج أمراض بسيطة أكثر ممّا يُخفِق الآخر في علاج أمراض خطيرة، ومرّة أخرى: مَن الطبيب الذي يستحق الانتقاد الأكثر؟! وهذا هو السبب الوحيد لانتقادي الكثير لها، والله على ما أقول شهيد! طيب، ماذا بقي من القول ليُقال؟ بقي أن أقول: إنّ أمانة جدّة، ومن فترة طويلة جدّاً، وبشهادة أمينها الأسبق، المهندس عبدالله المعلّمي، وعدتنا أن تمنذج جدّة، أي تجعلها نموذجية، ومن باب صداقتي العميقة لها أسألها: أين المدينة النموذجية؟ طيب بلاش مدينة، أين الحيّ النموذجي؟ طيب بلاش حي، أين الشارع النموذجي؟ وهذه تساؤلات صديق حقيقي مُحبّ لجدّة وللأمانة، لا عدوّ مُبغضٍ لهما وكاره!. @T_algashgari algashgari@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (47) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain المزيد من الصور :

مشاركة :