"برافو" كبيرة أقولها لجريدة "المدينة"، على فضْحِهَا المُجلجِل يوم الاثنين الماضي لعدد من استراحات شمال جدّة، إثر رفعها لأسعار أسماكها بنسبة أخرى في العيد، إضافةً لنسب الارتفاعات السابقة!. النسبة الأخيرة بالمناسبة هي ١٤٠٪ فقط لا غير، فيا حرام، ألا ترون أنها نسبة ضئيلة، وتُثبت شفقة ورأفة تلك الاستراحات بالمستهلكين؟!. "معليش" هذه مُزحة، أمّا الجِدّ فهو أنّ هذه الاستراحات في الواقع ليست استراحات للأسماك، بل افتراءات مُبينة على قطاع مطاعم الأسماك، فالأسماك تأتيها شُرَّعًا، بفضلٍ من الله، من البحر الأحمر، أو من الخليج العربي، أو مستوردة، بوفرة وبأرخص الأسعار، لتعكس هي القاعدة التجارية التي تقول إنّ وفرة الشيء تضمن رُخْص سعره، ولتجعل من وفرته سببًا لغلائه بدلاً من رُخصه!. لكني وبأمانة، لا ألوم تلك الاستراحات، كما لا ألوم الجهات التجارية المعنية لضعف الرقابة، بقدر ما ألوم الناس، خصوصًا أهل جدّة ومكّة المكرّمة، الذين غيّروا عاداتهم النبيلة والمتوارثة جيلاً بعد جيل، بنبذهم طبخ الأسماك في بيوتهم، ممّا اشتهروا وتفنّنوا به دون العالمين منذ قديم الأزل، وكانت لهم وصفات خاصة بهم لا يجيد طبخها سواهم، ربّما على مستوى العالم، مثل الصيادية، وصينيات الأسماك الأصيلة، لا المقلّدة التي نراها اليوم في المطاعم، وقد انقرضت عاداتهم للأسف، وآل الأمر مع كثيرٍ منهم ألّا يأكلوا الأسماك إلّا في المطاعم، ومنها هذه الاستراحات التي استغلّت ذلك لأبعد حدٍّ!. وصدّقوني، لن تتوقف هذه الافتراءات، عفوًا، الاستراحات، عن رفع أسعارها إلّا بأن نُرخّص نحن أسعارها، كيف؟ بأن نترك لها أسماكها تأكلها قطط جدّة المتشرّدة، كما قال الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عن اللحم عندما اشتكى له الناس من غلائه، فقال: أرخصوه بتركه، وعندها ستستقرّ أسعار الأسماك في الاستراحات، وتصبح رخيصة، أو معقولة على الأقل!. وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وقبل أن تسكت عن الكلام المباح، بعثت لي برسالة واتس آب، تقول فيها إنّ الرقابة على الاستراحات ليست ضعيفة من ناحية الأسعار فقط، بل من الناحية الصحية أيضًا، فبعضها تُكرّر استخدام زيت القلي لمرّات عديدة، مع ما في ذلك من خطورة قد تصل للإصابة بالسرطان، وبعضها تنقصها النظافة، وبعضها تطبخ أسماكًا مستوردة رديئة أو منتهية الصلاحية، ومع ذلك فأسعارها نار يا حبيبي نار، فاطبخوا الأسماك في بيوتكم، يا رعاكم الله، وكلوها بالهنا والعافية، ذلكم خيرٌ وأحسن للصحة والجيْب!. @T_algashgari algashgari@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (47) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :