أصبحت الجوالات اليوم جزءًا رئيسًا من حياة العديد من الأشخاص، فبنهاية العام الماضي قُدِّر عدد المشتركين في خدمة الهاتف الجوال في المملكة أكثر من 54 مليون مشترك، فلا تكاد ترى شخص إلاَّ وتجد معه هاتف جوال أو أكثر، فالجوال اليوم لم يعد وسيلة اتِّصال فقط، بل أصبح أسلوب حياة، فمن خلاله يقوم الفرد بالكثير من الأعمال الهامة، سواء كانت مالية، أو تثقيفية، أو إجتماعية، أو حتى تعليمية. وعلى الرغم من تمكُّن هذا الجهاز من الاستحواذ على مساحة كبيرة في حياة كثير من الأشخاص، واعتباره المركز الرئيس لكافة المعلومات الشخصية، بل والمخزن الأساس للمعلومات الفردية والسرية، إلاَّ أن دراسة لإحدى شركات التأمين كشفت أن أخطر عادة يقوم بها مستخدمو هذه الهواتف؛ هي ترك هواتفهم بدون كلمة سر، إذ أوضحت الدراسة أن 62% من مستخدمي الجوالات لا يضعون كلمة سر لجوالاتهم، على الرغم من أنهم مُعرَّضون بمعدل 33% لعمليات سرقة، أو انتحال الهوية، في حال وقوع الجوال في أيدي لصوص، ومن العادات الخطرة التي كشفتها الدراسة، هي قيام البعض باستخدام ميزتي حفظ كلمة السر، والدخول مباشرة على الحسابات الذكية، وغيرها من الحسابات الحسَّاسة والهامَّة، كما يسعى البعض إلى التقاط، أو إرسال، أو تخزين الصور الشخصية عبر الهواتف، وتركها مفتوحة، كما يقوم البعض -ومن خلال جواله- بالردّ على بعض الرسائل البريدية، والتي تكون مشكوكًا في احتوائها على بعض الفيروسات، أو تكون محمّلة برسائل للاحتيال لسرقة معلومات شخصية، كما أوضحت الدراسة أن بعض من يسافر في إجازات يقوم بإرسال صور للأماكن التي يقضي فيها الإجازة في مواقع التواصل الاجتماعية، ممّا يبيِّن للبعض أنه بعيد عن منزله، ممّا يجعله هدفًا لبعض اللصوص. الهواتف الذكية لها العديد من الإيجابيات، فقد ساهمت في تيسير الكثير من الأمور، وأصبح الإنسان يقضي بواسطتها الكثير من الأعمال والمهام، غير أن البعض يتساهل في وضع ضوابط الحماية لهذه الأجهزة، كما يتساهل في عمل نسخة أخرى من البيانات الموجودة فيها، حتى إذا ما فقد جوّاله، أو تم سرقته، ندم أشد الندم، وتمنَّى لو أنه قام بتلك الاحتياطات، وحرص على وضع وسائل حماية لجواله. Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :