العراق بين كماشتي واشنطن وطهران ؟! | إبراهيم معتوق عساس

  • 2/28/2016
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

بالصدفة التقيت مع دكتور عراقي أثناء رحلة سياحية على الخطوط البريطانية في رحلتها من لندن إلى أثينا حيث كان في المقعد المجاور لي فدار الحديث بيني وبينه عن بلاد الرافدين بعد أن عرف أنني عربي . قال لقد تركت العراق أيام صدام حسين وعدت بعد غزو العراق من قِبل الأمريكان وإنهاء العمليات العسكرية التي دمرت العراق ، على أساس أن الوطن هو البيت الكبير للمواطن ولم أمكث في العراق سوى ثلاثة أشهر والسبب هو أنني تيقنت أن العراق سوف يُنهب ويُدّمر ولن يكون مكاناً آمناً لأحد , لقد مكثت في بغداد أنتظر كيف سيكون العراق وكنت أخجل وأنا أسمع وأشاهد الفضائيات وأقرأ الصحف عن استقبالات بريمر الذي تم وضعه ليدير العراق بعد أن تركته الأمة العربية ليكون ضحية بين الأمريكان والأوروبيين الذين يحملون حقداً كبيراً على الأمة العربية ولا يفرقون في ذلك بين سني وشيعي , من مواطنيه ! وترك الأمريكان يصولون ويجولون وينهبون خيرات العراق ،أما الفرس فقد تفرغوا لقتل العراقيين على الهوية دون تفريق بين طفل وامرأة وشيخ فلم تبقَ حاجة ثمينة إلا وقام الأمريكان بنهبها إما عن طريق أهل السياسة من خونة العراق أوعن طريق الجنود الأمريكان وأصبح العراق مرتعاً لهم يفوزون بالغنائم التي تحت الأرض وفوق الأرض والقيصر بريمر في المنطقة الخضراء يتاجر بالعراق كله ويُديره ويتحكم في مقدراته , والأمة لم تحرّك ساكناً وهي ترى ما حل بالعراق ! وأضاف الدكتور العراقي أثناء الحديث المحزن أن وطنه وقع بين كماشتي أمريكا وإيران فخططوا لتدميره وتدمير الأمة العربية بأكملها والأمريكان لا يريدون غير تحقيق مصالحهم حتى لو أدى الأمر إلى تدمير وقهر الشعوب لأنها دولة المصالح لا المُثل والقيم فالاتفاق الذي تم مع إيران هي سياسة أمريكية خطيرة لتحقيق التوازن السلبي القائم على نظرية التوتر المستمر، هذا التوتر يجعل المنطقة في حالة عدم استقرار طائفي يخدم الوجود الإسرائيلي ومصالح أمريكا وإيران تريد تدمير العراق وأن يكون تابعاً لها فثورات الربيع العربي ( الفوضى الخلاقة ) التى أوجدت تخوفاً غربياً خفيفاً جرى التآمر عليه لصالح تمكين إيران حتى يتم تشكيل المنطقة وفقاً لتصور جديد قائم على توازن سلبي لتقوم الدول الكبرى بإعادة رسم حدود المنطقة العربية وفق المصالح المشتركة ،لذا استطاعت أمريكا وإيران النازية أن تنشر الفتن بين أبناء الشعوب العربية فأوقدت الطائفية بينهم حتى بات العربي يهدر دم أخيه العربي وقد وضعت أمريكا يدها في يد الذين نشروا الطائفية البغيضة ،وكما قال الدكتور العراقي : إنه عندما قرأ الإعلانات في الشوارع عن تعيين الوزراء في الوزارات العراقية و وضع أمام اسم كل وزير انتماؤه الطائفي فهذا سني وذاك شيعي أو كردي عرفت أن العراق قد وُضع في مسار مجهول فسافرت فوراً أنا وأسرتي إلى خارج العراق لنحظى بالجنسية الكندية وهكذا أصبح العراق كما تراه يا صديقي ممزقاً محترقاً ولن تقوم له قائمة فقد وقع العراق بين كماشتي أمريكا وإيران . قلت: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم اللهم اجعل تدبيرهم تدميراً لهم ورُد كيد جميع أعداء الأمة في نحورهم إنك على كل شي قدير وبالإجابة جدير. assas.ibrahim@yahoo.com

مشاركة :