قلت في مقال سابق ، وما زلت أقول ،إن عهد سلمان بن عبدالعزيزهو عهد القوة والحزم والعزم ،وجعل مملكة مترامية الأطراف محط انتباه واهتمام العالم. سلمان بن عبدالعزيز أرجع للمملكة قوتها وهيبتها بل نسف «نظرية المهادنة» مع كل من يريد أن يعبث بأمن شعب ووطن. سلمان فلسفته تكمن في حنكته وبعد نظره السياسي والعسكري والاقتصادي وغيرها من الأبعاد التي تستند على المثل الشعبي القائل» ما حك جلدك مثل ظفرك». بعبارة أخرى أكثر دقة أنه اعتمد بعد الله على أولاده ومواطنيه في الدفاع عن أمة مستهدفة من قبل الغرب وروسيا وإيران وغيرهم، والذين ليس فحسب يريدون نهب خيراتنا وثرواتنا ،وجعلنا عبيداً مستعبدين ،بل وزعزعة أمننا واستقرارنا وإرجاعنا إلى عصور التخلف والتشرذم. الأمن مطلب الجميع وبأي ثمن كان في منطقة ملتهبة تعيش على صفيح ساخن كل يريد أن تزيد سخونتها لنحترق جميعاً. عاصفة حزم، وتحالف إسلامي ،ومناورات عسكرية من قبل تحالف عربي وإسلامي وجدوا أنفسهم أمام موقف صعب وهو «إما نكون أو لا نكون». إرادة عربية وإسلامية يقف وراءها زعيم محنَّك يرى أن القوة والتعامل بحزم هي السبيل الوحيد للتعامل مع دول مارقة تريد بسط نفوذها وهيمنتها على عالمنا العربي وليس أسلوب المهادنة ،وفلسفة عسى وليت ولعل التي لم تُجدِ نفعاً على مر العقود مع إيران وغيرها. السياسة هي صراع مصالح مغلف بالقوة ،وبدون قوة حقيقية واعتماد كامل على أبناء البلد والمستشارين والخبراء فيه من العسكريين والمتعلمين والمثقفين والإعلاميين وغيرهم من أصحاب الخبرات والدراية فإن القوة لن تنجح . الخبير والمستشار الأجنبي لا يمكن أن يكون بمنزلة الوطني المخلص الذي يرى أن مصالح مجتمعه العليا فوق كل اعتبارات ومغريات. الوطن لا ينهض به إلا أبناؤه وليس أبناء الأوطان الأخرى وهذا ما طبَّقه سلمان الحزم والعزم. بلد عربي اسمه لبنان وقفت معه المملكة وقفة صادقة باتفاق الطائف وبدعم مادي لا محدود ، ويأتي حزب شيطان استولى على السلطة بانقلاب لم يشعر فيه اللبنانيون إلا عندما قطعت عنه المملكة المساعدات المالية لبناء جيش لبناني قوي ،وأجهزة أمن تضبط الشارع من الفلتان الأمني وليس إعطاء معونات لوكيل إيران في لبنان لكي يرسل مرتزقته ومجرميه لتدريب مرتزقة لزعزعة أمن واستقرار ليس فحسب المملكة بل دول الخليج. المملكة يجب أن لا تعطي لبنان ولا سنتاً واحداً إذا لم يسلم حزب الشيطان أسلحته للجيش اللبناني ،وضم عناصره اللبنانيين ،وليس عناصر الحرس الثوري الإيراني ،للجيش والمؤسسات الأمنية ،والانخراط بالعمل السياسي من خلال حزب سياسي يخضع للبنان وليس لإيران أو جهات أجنبية أخرى ؟! إنه بالفعل سلمان الحزم ، الزعيم القادم بقوة.
مشاركة :