المحبرة الذكيّة.. على وزن الهواتف الذكية! - عبد العزيز المحمد الذكير

  • 11/30/2014
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

ألم تلاحظ أننا خففنا من الاحتفاظ بالأوراق وأرقام معاملات الحكومة ووصولات المصارف وصوَر بطاقات الإثبات أياً كانت، وفواتير الكهرباء والهاتف. متأكد أنا أن أكثر من ثلثي الناس في بلادنا وغيرها كانوا حابسي أنفسهم في قفص الروتين. هذا القفص ليس بالذهبي...! لكنه قفص من ورق. كان الإنسان يحتفظ بكمّ وافر من الأوراق. بعضهم نظّم نفسه وأرشف كل ورقة في مكانها لتسهل العودة إليها عند الحاجة. والبعض الآخر وزعها هنا وهناك في المنزل وتضطرب أحواله عندما يبحث عنها. أخص بالذكر الأوراق الصادرة من جهة حكومية. أو من خدمات ومرافق ذات سيف حاد...! نظام الهاتف القديم تابع لوزارة المواصلات في شارع الملك عبدالعزيز بالرياض. ولا يقبلون منك تسديد المستحق ما لم تحضر "وصل التركيب" و"التسديدات السابقة" – والغريب بالأمر أن الجمهور كان يبتلع هذا الهم ويحرص على الاستعداد بتلك الأوراق، قبل الذهاب إلى الوزارة. لا رد الله ذلك الزمن. مع أن ماضي الآباء كان سلسا مرنا فكان تدوين التعامل قليلا، وكاتب الخط يستعمل "قلم العصفر" وهو ساق نبات معروف أظن أن الله تعالى خلقه لغرض الكتابة فقط....! يُدبّب رأسه بسكين، فيصبح كأنه ريشة قلم من ماركة مشهورة. وحافظ آباؤنا على المحبرة "الدواة" فملؤوها بالخيوط الناعمة كي لا تنسكب. وإذا مالت لا ينهدر ما بداخلها من حبر. وبعض المحابر لها شكل غريب ولا أعرف أين صنعوها. ففتحتها معقوفة إلى الداخل. وفيها فتحة تتّسعُ لقلم العصفر. حتى لو قلبتها عن قصد أو عن غير قصد فإنها لا تنسكب. وربما لم تكن الحاجة إلى الكتابة واردة، كان كل شيء يتم شفهيّاً. حتى عند المقاضاة تصدر الأحكام والحقوق شفهيّاً. أصبح الورق عندنا مشكلة مزعجة. ولا تستطيع أن تنتقل من مكان إلى مكان دون أن يكون الورق مصاحباً لك كظلك! لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net

مشاركة :