في الأمثال العربية: (لعل كلمة قالت لصاحبها دعني)، هذه تنطبق على وزير المواصلات الإسرائيلي، الذي كان تعليقه على حادثة تفجيرات مطار العاصمة البلجيكية، أن سببها انغماس البلجيكيين في أكل الشكولاته، واستمتاعهم بها، لدرجة أنستهم مكافحة الإرهاب على أرضهم، فحصل ما حصل. خرج وزير المواصلات، وشؤون الاستخبارات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بتصريحٍ «شامت»، موجهًا كلامه للبلجيكيين، قائلاً: إذا أردتم هزيمة الإرهاب عليكم التوقف عن تناول الشيكولاته! وأضاف كاتس في لقائه مع الإذاعة الإسرائيلية: إذا ما استمر البلجيكيون في تناول الشيكولاته والاستمتاع بالحياة، فلن يكون بمقدورهم مواجهة الإرهاب، وعليهم الاستفادة من قدرة إسرائيل على إدارة الحرب ضد الإرهاب، من خلال تحديد العدو، كإرهاب إسلامي. تصريحات الوزير الإسرائيلي أثارت الاستهجان، أولًا: لأنها تتدخل في ثقافة الدول، وعادات شعوبها، ولا علاقة لها بالإرهاب، فهناك شعوب تأكل الخنزير، وتحتسي الخمور، وفيها هجمات إرهابية، وهناك دول لا تعرف الشيكولاته، ولا تتعاطاها، وهي مثخنة بالإرهاب، والمتفق عليه دوليًا، أن الإرهاب لا دين له، ولا وطن، ولا هوية، ولا أكلة مفضلة، ولا عادة غذائية. وثانيًا: لأنها خلطت الأوراق، بين اتهام الأخوين إبراهيم وخالد البكراوي بالجريمة الإرهابية، وبين اتهام الإسلام كـ»دين» بالإرهاب، فهما أخوان شقيقان؛ لا يحملان جنسية دولة إسلامية، بل يتمتعان بالجنسية البلجيكية، وهنا حصل الخلط، كما حاول الوزير الإسرائيلي أن يُصوِّره، بتحديد العدو الإسلامي. الشيكولاته، والدين الإسلامي بريئان من الإرهاب، براءة الذئب من دم يوسف، لكن المشكلة في لقافة الوزير الإسرائيلي، التي جعلته يُصرِّح بكلمات مُتهكِّمة، خصوصًا أن المتهم الثالث، نجم العشراوي، درس في مدرسة كاثولكية. #القيادة_نتائج_لا_تصريحات يقول الشاعر والمفكر العالمي، رالف والدو ايمرسون: ما يوجد أمامنا، وما يوجد خلفنا، لا يكاد يُقارن بما يوجد داخلنا.
مشاركة :