محبة الشيء تأتي من الحزن لفراقه، وكره الشيء يأتي من الفرح بوداعه، لكن تمزيقه شعور أقسى وأفظع من الكراهية، ومهما حاولنا التحدث عن تطوير التعليم، والاستثمارات الكبيرة التي تضخها الدولة في عروقه، ومهما تعاقب عليه الوزراء، والمصلحون، والمبدعون، ومهما أنفقنا لإصلاحه وتطويره بالشركات، يظل الطالب هو الحَكم. تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي مقطعاً يظهر فيه عدد من الطلاب بإحدى المدارس الابتدائية بالرياض وهم يعبثون ويمزقون الكتب الدراسية في اليوم الأخير من الامتحانات وعقب تأديتهم حسب المقطع لآخرها متبادلين كثيرًا من التعليقات والكلمات التي تعبر عن سخطهم من الدراسة وأيامها والاستبشار والفرح بانتهائها. المقطع حاز على نسب مشاهدة عالية، وقد طالب عدد من المعلمين والمعلمات ضرورة التحرك لاتخاذ موقف حيال هذه التصرفات غير المسؤولة، متسائلين عن دور المدير والمعلمين في المدرسة ودور المرشد الطلابي، وقالوا إن أفضل تأديب لهم هو رفض ملفاتهم في مرحلة المتوسطة. البعض يجد بأن هذه الظاهرة ليست عامة بل مقتصرة على شريحة معينة تعبر عن شكل من أشكال القلق الذي يمر به الشباب في الامتحانات وأحياناً الرفض لأساليب الامتحان وأحياناً الإحباط لعدم تحصيل العلامات، وهذه الظاهرة هي ردة فعل آنية للطلاب الذين يعانون من مثل هذه الإشكاليات بغض النظر عن إلحاق الأذى بالآخرين والكتب ومصادرها، وفي الواقع هي ليست شريحة صغيرة، وليست ردة فعل، والدليل أن هذه الظاهرة لازمت التعليم في العقدين الأخيرين بدون تبديل، وبدون تعديل. في ظل العمل بنظام التقويم، وتقليص رهبة الامتحانات، في الصفوف الأولى، فإن الظاهرة تعني فقدان خمسة مفاهيم تربوية أساسية عجز عنها التعليم: الأول احترام العلم، والثاني هدر المال العام، والثالث الإساءة للصالح العام، والرابع التخريب المتعمد، والخامس التنفيس عن كبت قاسٍ داخل قلوبهم ونفسياتهم تجاه كل ما له علاقة بالتعليم والمدرسة والمعلمين، فالطفل لا يكذب، ولا يجامل، الطفل صفحة بيضاء تعكس ماحوله. للحوار_بقية لو نطق الكتاب المدرسي، لأقام دعوى قضائية ضد المعلم، وضد المدرسة، وضد إدارة التعليم، قائلاً: ماذنبي أن يكرهني الطالب، ويقطعني، ويرمي بي في صناديق القمامة، من خلق الكراهية في داخله ضدي؟ أنتم السبب. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (100) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :