الغياب بسبب الإجازات المرضية ليس سببه المرض، بذاته، بقدر ما هو الملل الذي يجعل الموظف، إما يمرض حقيقة، أو يتمارض، وفي كلتا الحالتين يجب ألا نلوم الموظف بل علينا أن نلوم ظروف العمل، التي تتسبب له في هذه الأمراض التي تعيقه عن الحضور، هذا ليس تهكماً بل حقيقة علمية مثبتة، أن السعوديين أكثر غياباً بسبب المرض في بلادهم مقارنة بغيرهم. فقد كشفت دراسة ميدانية حديثة، حملت عنوان (الإجازات المرضية للعاملين الفنيين في مراكز الرعاية الصحية الأولية بمنطقة الباحة)، أن الإجازات المرضية خلال 12 شهراً بلغت 2.89% من أيام العمل الفعلية للسعوديين ونسبة 0.77% لغير السعوديين، ما يعني أن نسبة الإجازات المرضية للسعوديين هي أربعة أضعاف مثيلاتها عند غير السعوديين، وشملت الدراسة جميع المراكز الصحية بمنطقة الباحة وعددها 101 مركز صحي. شكراً للباحثين، ونحتاج إجراء دراسة مماثلة، لكل الموظفين في كادر وزارة الخدمة المدنية بالمملكة، حتى نقف على حجم المشكلة، وحجم الهدر المالي الذي يتسبب به الغياب المفتعل، وتشمل أمرين: أولاً سبب زيادة غياب السعوديين بسبب المرض، فهم أفضل صحة من الأجانب، فهم بين أهاليهم ومحبيهم، ونسبة المرض عندهم يجب أن تكون أقل من غيرهم، وثانياً هناك دراسات حديثة تقول إن سبب الإجازات المرضية يعود بشكل رئيسي لسوء الإدارة من المدراء، يعني لديهم بيئة عمل ممرضة. ومع ذلك، الأمر لا يخلو من الشبهات، فقد كلفت هيئة مكافحة الفساد، نزاهة، فريقاً من منتسبيها بالوقوف على 130 مستشفى ومركزاً صحياً، اختيرت عشوائياً، في عدد من مناطق المملكة ومحافظاتها، لاستجلاء حقيقة الأمر والتحقق من مدى صحة هذه الظاهرة، وتبين أن ما نسبته 42% من مجموع المستشفيات والمراكز الصحية، خاصةً الأهلية منها، تمنح الموظفين تقارير طبية مزورة وغير صحيحة، لتبرير الغياب عن العمل. #القيادة_نتائج_لا_أقوال رصدت هيئة الرقابة والتحقيق العام الماضي 70,130 حالة غياب بين الموظفين الحكوميين، خصوصاً الأيام قبل وبعد الإجازات الرسمية، حيث تم تسجيل أكثر من 70 ألف حالة غياب لموظفين وموظفات، في آخر أيام الدوام، مما يؤكد حصولهم على تقارير طبية مزورة من هذه الجهات لتبرير غيابهم المرتبط بتوقيت معين. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (100) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :