** للتعليق الرياضي أبعاد شتّى تنهل بحق من أنماط السمو والتهذيب قمة القمم لتحقق مع موهبة الصوت والثقافة لتثري بالمتعة والإثارة المشوقة السلوك التذوقي، والنفس والروح، وبهذه الصور المتكاملة يجمع المعلق الكبير علي محمد علي الالتزام والجمالية والمسؤولية بما يدعم القيم والثوابت. ** ومنذ ظهور الصوت الإعلامي الشجي المعلق الرياضي (علي محمد علي) بمستواه الفني الممتع والمتناغم طيلة سني هندسته الفنية أبان عن رنة صوتية عميقة؛ ليكون الظهور حضورًا ولغة جديدة من حيث جدية البناء الوصفي لا تجديد جذور البهاء وموسقتها.. كان حاذقًا لماحًا في صناعة الفرجة الفنية للتعليق الرياضي بعد أن استطاع أن يهيئ لشهرته العربية المصرية من على حائط الكرة الأرضية عصرًا جديدًا موصولاً بتاريخ (العملاق محمد لطيف) رحمه الله بأداء مستقل، وبعقلانية وعنفوان موضوعي بكل آلياته وتقنياته التي تتعامل بالهوينا لا بسريرة البطش؟! ** ولأن الأستاذ الكبير (علي محمد علي) ومن على منبر الجزيرة الرياضية لا يزال ينسج من واقعيته المتناغمة والمموسقة حضورًا رائعًا بوهج ونشوة وشموخ وجموح فارس امتطى (صهوة المايكرفون) بتعليق فياض ناهض على غرر صافناته هو وناصيات تطلعاته لأقواس النزاهة التي تتصدّى لخصمها المهروق الخد والجبين وصوته هو الأجدر لأن حياديته هي أعلى الربى قامة، وهو ما يأتلف فيه ماهو محسوس مع ما هو عقلي وشعوري ويرتبط مستواهما الدلالي بنظيره الفكري وهي مخرجات فعّالة صارت مثلاً للاقتداء، والاحتذاء وأصلاً للمجاراة ومرجعًا للاقتباس والتمثل فعلي محمد علي.. أثمن ما تكون عزيمته الوصفية يغوص في بحر الفرجة ويطلق لعنانه روحًا تجيء في مستوى ضراوة المباراة أو عندما تخمد جذوتها بجسارة وجرأة وتلقائية موهوبة حميمية وصارخة تثمن أذواق المشاهدين وتبتعد عن اللواعج الذاتية والاستعراضية..! **كلا.. فـ(علي محمد علي) اكتنز بنصاعة شرح السيناريو فظهر صوته لامعًا ينسج من احترام الآخرين شبكة بيضاء ترتق جنبات الارتجال من جوف الأجواء المفعمة الخلاقة التي تكتنز المسرات والقسمات الملأى بمرايا التجلي باتساق لا يتحقق إلاّ في الصورة المتكاملة أي الصورة التي تشرح ضمير شخصية المعلق الرياضي كإعلامي بإشعاع قيمة رسالته الإعلامية في فضاءات (سيسيولوجيا التعليق) الرياضي مع المساهمة في إعادة توازن التقنين اللفظي لوصف الحدث الكروي وتبني الحوار التعليقي وتنظيم التعبير (لمنطق الفن الكروي ومتغيرات كرة القدم) وغرابتها، وامتداد سيناريوهاتها وبالتمايز بين ما هو مطبوع في استيلاد اللحظة، وبضمير ينبض بلسان منصف يلهج بفكر يمارس النقد المساير وما يعتريه من رقي الذات والمسؤولية التي توقظ بالأدب الراقي في الوصف (أنوار النفس؟) في رونق شيق، وباقات بوح، وطيب انسجام يحترم كل الأذواق الرياضية والانتماءات؟! ** ما أحوج العالم العربي بنسج هكذا فرجة مدهشة كافأتها جائزة زاهد قدسي للتعليق بأفضل معلق رياضي لموسم الجائزة للعام الرياضي ٢٠١٣م بتعزيز متقن مقنن لآراء خبراء التعليق الرياضي بالوطن..!
مشاركة :