الوطن.. عاد يطرِّز هندامه البطولي | د.عدنـان المهنا

  • 11/19/2013
  • 00:00
  • 32
  • 0
  • 0
news-picture

** ليس من شك أن فريقنا الوطني لكرة القدم، والذي كان ترك تدفق الحسم في حضوره، ثم عاد إلى ثقافات ورائعات زخارف (الانتصارات المقارنة)، بعد فوزين متتاليين عريضين على منتخب العراق 2/صفر، و١/٢ في تصفيات كأس آسيا.. عاد يؤكد تاريخه المتوّج ببطولات القارة الكبرى، حين كان دشّن ثلاثًا أمام منافسيه طرزها بأفق الإبداع والطاقة الإنجازية التي كانت تعطي للآخرين إشعاعها ووجهها المشرق، وتجعلها تتبوأ مكانة تعكس آمالها ورؤيتها للأشياء فتعبّر عن هويتها ومسؤوليتها حين كانت تسعى بوعي إلى تحرير لاعبيها من سائر أنواع التردد والخوف من غير أن تتنازل عن الشرط الإبداعي والجمالي الذي هو عماد فن المنافسة مع كبار قارة آسيا البديع. فيما كان منتخبنا على رأس من أرسى (دعائم البحث في أدب البطولة، وأدب صنفرة دماغ المنافسين الجدد منذ عقدين كاليابان والعراق)، وهو الذي حفر بعمق كبير في أدمغتهم مجرى أهم ما تزخر به شخصية الفريق العالمي من إبداعات لا حدود لتطلعاتها وطبع هندامه البطولي مع صفوة منتخبات المونديال بطابع خاص ومتفرّد مستكشفًا جهد حضوره وخبرته الميدانية القارية، ومنقبًا عن مدّخراته البطولية المتنوّعة، ومحللاً لأشكال إبداعاته الغزيرة. ** والمنتخب الأخضر، وإن كان الآن هو المتصدر مجموعته والمتأهل إلى نهائي آسيا بأستراليا بنقاطه الاثنتي عشرة بين الصين وإندونيسيا والعراق هو (بطل حقيقي) لثلاثة كؤوس ١٩٨٤، و١٩٨٨، و١٩٩٦، ووصيف لثلاثة أخرى ١٩٩٢، و٢٠٠٠، و٢٠٠٧، بعد أن نأت به الأطلال كبطل فذ.. كان المدرب الإسباني (خوان رومان لوبيز كارو، ومساعده عبداللطيف الحسيني، واللاعبون بقيادة سعود كريري، والآخرين) رجالاً ومواقف استقبلوا حضورهم ونبوغهم أمام فريق العراق الشقيق الشرس مرّتين، والصين، وإندونيسيا بالعطاء المستمر، وبالصفاء الوطني، فأقبلوا على المباريات الأربع إقبالاً هنيئًا مريئًا مشكورًا؛ لأنهم بالتأكيد أدُّوا على نهج فني ونفسي وإستراتيجي مستقيم..! فريق الوطن بمكانته الحضارية كمنتخب آسيوي عالمي أسطوري نشأ وترعرع، وأنجز بالقارة الصفراء، وبالمونديال ما جعله يستحوذ على الوقت والشأن، فقد كان لهذه المكانة القارية العالمية شأو من قادته، ولاعبيه، ناهيك عن سمعته وصيته وشهرته إبّان زمن تأهله لكأس العالم أربع مرات، وبالذات عام ١٩٩٤م والتي جابت الآفاق، ليثقوا في شخصيته، ويسعوا له بالكفاح والهرولة. ** والآن باتت مبادئ المدير الفني لوبيز كارو تصنع: أولاً: التنامي في الخطاب الكروي الفني التي جعلها ترتبط بآليات من بلاغة خطاب الاختيار، وفي صيانة ذات اللاعب ليبقى حضوره نابضًا نقيًّا يغمره الصدق، ويهزّه حب النجاح، ويرفعه اصطفاء التميز والإنجاز. ثانيًا: الإفاضة (في توظيف العناصر المختلفة) والتي تشكل شخصية اللاعب، وتطفح بالتواصل الفني متقاطرًا من ناديه الذي أعطاه قواعد ثقافة الفوز أصولاً وتوافقًا يتجلّى إلى أقصى درجات الإخلاص (بكلمة الانتماء) التي يسمو وليس (بمهنة رجل الأعمال) والتي يمارسها مع ناديه حين يجعل متابعيه يتلمّسون مجال واقعه (كمستثمر لذاته)، والذي تستقيم حدوده الطموحية، وخطوطه التطلعية لتستند إلى إستراتيجية فن تعامله مع ناديه ومنتخبه، وترتهن إلى مساربه الذهنية المتقدة! **عرفانًا.. وثناءً عطرًا لشخصية منتخبنا، والحال هكذا، والذي كتب بلاعبيه سطورًا أخرى (تصحيحية) لمجد الوطن، ولآفاقه البطولية لذات اللاعبين ومواهبها، ولنهاراتها والتي تعشق ورد بطولاته، وجهد لاعبيه، وشيح سمعته وحنائه. وبصرف النظر عن مباراة الصين الثانية، نثمّن لكل ما قدمت إدارة المنتخب ومديره الفني من حضور وإنعاش لكي يتأهل بالفرح، ويعانق مواسم قادمة بمشيئة الله؛ ليؤكد جدية المجد السعودي الموروث، والذي التصق بالبطولة لا بالتأهل لها فقط، وارتسم بها بكل وهجها وزخمها، وليس بالفوز في المراحل التمهيدية أو التأهيلية لكأس اعتاد لمكانته القارية العالمية بقادته ولاعبيه ناهيك عن سمعته وصيته وشهرته إبان زمن تأهله لكأس العالم أربع مرات وبالذات عام ١٩٩٤م، والتي جابت الآفاق، ليثقوا في شخصيته، ويسعوا له بالكفاح والهرولة..!

مشاركة :