صباح الحرف (ثلاثة وزراء)

  • 5/4/2016
  • 00:00
  • 54
  • 0
  • 0
news-picture

كانت لفتة مهمة من وزير المالية السعودي إبراهيم العساف في مؤتمر «اليوروموني»، عندما أشار مازحاً إلى المنظمين أن عليهم تكبير شعار رؤية السعودية ٢٠٣٠ في اللوحة الرئيسة، وكأن لسان حاله يقول إنها شعار المرحلة التنموية والاقتصادية السعودية لـ 15 سنة مقبلة. المؤتمر كان محظوظاً هذا العام وهو يدخل عقده الثاني في السعودية، إذ يأتي في مرحلة انتقالية مهمة على مستوى التفكير والطموح، بمعنى أن مستوى التنفيذ وطريقته سيشهدان ثورة حقيقية. وكان مطمئناً للمواطنين وحضور المؤتمر من الاقتصاديين ورجال المال والاستثمار أن الوزير العساف ومعه وزيرا التجارة والصناعة توفيق الربيعة والعمل مفرج الحقباني، الذين كانت كلماتهم وعروضهم التقديمية تحمل روح الرؤية الجديدة وتبشر بتغييرات مهمة في وزارة المالية نحو الأفضل وبإنجازات نوعية على صعيد الأنظمة في وزارة التجارة وبرؤية افتقدناها كثيراً في وزارة العمل حول توطين الوظائف. سألت وزير العمل عن إمكان أن تتضمن الرؤية السعودية الجديدة دمجاً لوزارته مع وزارة الخدمة المدنية تحقيقاً لفعالية أكثر في التوظيف، ومحاولة لسعودة آلاف الوظائف الإدارية والفنية في الجامعات والقطاعات الحكومية، إضافة إلى أن ذلك يتسق مع الرؤية الجديدة التي ترغب في رفع إنتاجية القطاع العام؟ الوزير أجابني أن دمج الوزارات ليس اختصاصه، لكنه كشف أن التوجه الجديد أن يكون التوظيف في القطاعين العام والخاص عبر بوابة إلكترونية واحدة، إذ يتقدم الجميع من خلالها وتعرض فيها كل شواغر القطاعين. يبدو لي أن هذه ستكون نقلة مهمة وربما قضت على المحسوبية في التوظيف، وخصوصاً في القطاع العام وهي ستفتح الباب واسعاً أمام إحصاءات أكثر دقة عن الشواغر وفرص العمل. ما زلت أعتقد بأن دمج الوزارتين سيوفر الكثير على الحكومة وستقترب ثقافتَي العمل في القطاعين، وهذا يحتاجه القطاع العام أكثر.لا يمكن الحكومة أن تطالب القطاع الخاص وفيها وظائف ليست صعبة ولا معجزة يشغلها متعاقدون من كل الجنسيات. أحس بأن التفاتة حازمة إلى الجامعات السعودية والقطاع الصحي فقط ستغير من أرقام البطالة وخصوصاً بين النساء. كان الوزراء الثلاثة مستعدين لتقديم بعض ملامح الاقتصاد السعودي الحالي والمستقبلي في إطار الرؤية الجديدة، وكون المؤتمر يحظى بحضور أجنبي واسع تصبح لذلك أهمية إضافية. يبقى أن المرحلة المقبلة يجب أن تشهد مؤتمرات ومنتديات نوعية تعزز الصورة الذهنية لهذه الرؤية وتوصل تفاصيلها إلى العالم، لأن طموحات السعودية إذا تحققت ووضعت على مسار التنفيذ الصحيح ستجعل هذا البلد محط أنظار الجميع.

مشاركة :