تحديث الأمثال لتصويب الأقوال | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 5/20/2016
  • 00:00
  • 164
  • 0
  • 0
news-picture

الأمثَال مُنتَجاتٌ بَشريّة، وحَالَاتٌ فِكريّة، ومَقولاتٌ وَضعَهَا البَشَر؛ في مَرَاحِل مُختلفة مِن التَّاريخ.. وطَالَمَا أنَّ الأمثَال بهَذه المُوَاصَفَات، فإنَّ التَّجديد والتَّغيير والمُرَاجعة وعَوامل التَّعرية؛ لابدَّ أَن تَشتَغل عَليها، إمَّا بالمُوافقة أو القَبول، أَو الهَدم والرَّفض والتَّبديل..! مَثلًا، كَانوا يَقولون: (الجَار قَبْل الدَّار)، أمَّا الآن –خَاصَّة في المُجتمعَات الأُوروبيّة- الجَار لَا يَعرف جَاره، لذَلك يَقترح «العرفج» أَنْ نَقول: (الإيجَار قَبل الدَّار)، لأنَّ العَامِل الاقتصَادي هو الشُّغل الشَّاغِل للبَشَر..! أكثَر مِن ذَلك، كَان أَهلنَا وأَحبَابنَا في الحجَاز –عَليهم شَآبيب الرَّحمة- يَقولون: (اقلب الطَّنجَرَة عَلى فمّها، تطلع البِنت لأُمَّها)، وهَذا الكَلام يَكاد يَكون خَاليًا مِن المِصدَاقيّة، لأنَّ الفَرق كَبير بَين جِيل الأُمَّهَات، وجِيل البَنَات في الوَقت الحَاضِر، وهَذه لَيست مِن أفكَاري، بَل مِن أفكَار الخَالة «فتُّو»، التي أَرسَلَت لِي رِسَالة تَقول فِيهَا: (يَا أَحمد، الله يرحم أيَّام زَمَان، كَانت البِنت تُشبه أُمَّها، طُوَال الوَقت كَانت في البَيت، تَغسل المَلَابس وتَكنس الدَّار، وتَطبخ كُلّ أنوَاع الأَطعِمَة، أمَّا الآن، فقَد صَارت أكثَر شَبهًا بأبيها، حَيثُ تَمكُث طُوَال الوَقت خَارج المَنزل، تَرتَاد المَقَاهي وتُقحم لَيّ الشّيشة بَين شَفتيها، وتُشعل السِّيجَارة بكُلِّ جُرأةٍ وجَسَارة)..! ومِن الأمثَال التي جَرفتها العَولمة أَيضًا، ذَلك المَثَل الذي يَقول: (أكبَر مِنك بيَوم، أَعلَم مِنك بسَنَة)، وهَذا المَثَل لَا يُمكن أَن يَنطبق عَلى مَفاهيم العِلم؛ في القَرن الحَادي والعِشرين، بَل أصبَح شَيخنا «أبوسفيان العَاصي» يُردِّد في مَجالسه: (أَصْغَر مِنك بيَوم، أعلَم مِنك بسنوَات)، ومَن شَكَّ في حِكمة شَيخنا الجَليل، فليَنظر إلَى الأبنَاء؛ الذين يُبرمجون الأجهِزَة الذَّكيّة لآبَائهم وأُمَّهاتهم..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي أَنْ نُؤكِّد –كَمَا أَكّدنا أَلف مَرَّة- عَلى وجُوب مُرَاجعة الأمثَال، وعَدم التَّسليم بمَضامينها بشَكلٍ عَام، لأنَّ المَثَل كَائِن حَي كالإنسَان، يَعيش فَترة ثُمَّ يَموت..!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com

مشاركة :