قال أحمد الكندي: إذا زَرعـي بَخَـل مـــــا عاد يَثمِر فكـــــيف اسقيـه بالسَّبْع السُّواني وقوله السُّواني يعني ما يُسقى به الزرع من آلات كالساقية وهي فصيحة جاء في اللسان: السانية، وجمعها السَّواني، ما يُسقى عليه الزرع والحيوان من بعير وغيره. وقد سَنَتِ السانيةُ تسْنُو سُنُوّاً إذا اسْتَقت وسِنايةً وسِناوةً. وسَنتِ الناقةُ تسْنُو إذا سقت الأَرض، والسحابة تسْنُو الأَرضَ، والقومُ يَسْنُون لأَنفسهم إذا اسْتَقوْا، ويَسْتَنُون إذا سَنَوْا لأَنفسهم؛ قال رؤبة: بأَيِّ غَرْبٍ إذْ غَرفْنا نسْتَني وسَنِيَتِ الدابةُ وغيرُها تسْنَى إذا سُقِي عليها الماء. أَبو زيد: سَنَتِ السماءُ تسْنُو سُنُوّاً إذا مطَرَت وسَنَوْتُ الدَّلْوَ سِناوَةً إذا جَرَرْتَها من البئر وقد سنا يَسْنُو، وجمْعُ الساني سُناةٌ؛ قال لبيد: كأَنَّ دُمُوعَه غَرْبا سُناةٍ، يُحِيلونَ السِّجالَ على السِّجال وقد جعل الشاعر هنا السُّناةَ الرجالَ الذين يَسْقُون بالسَّواني ويُقْبِلون بالغروب فيُحِيلونها أَي يَدْفُقُون ماءها.
مشاركة :