في كل مرة أشاهد فيها عامل النظافة يعمل لنقل النظافة الموجودة أمام المنازل ، أتخيل ماذا سيكون الوضع لو أن هذا العامل غير موجود ؟ وكيف سيكون منظر الشوارع ؟ ورائحتها ؟ والأمراض التي قد تنشأ من تراكم تلك القاذورات ؟ فدورعامل النظافة دور رئيسي وهام لاجدال عليه ويجب علينا أن نكن له الاحترام والتقدير . ظهرت مؤخراً صورة إحدى السيدات مع ابنتها وهي تقبل رأس أحد عمال النظافة وقد يكون ذلك تقديرا منها لهذا الدوروانتشرت تلك الصورة عبر الآفاق وانطلقت على إثرها التعليقات المختلفة ، فقائل بأن هذا فعل مخالف لتعاليم الدين وآخر بأن هذا رياء والهدف منه هو الشهرة فقط وآخر ينتقد أن التقدير للعامل لايحتاج إلى تصوير وآخر يؤكد بأن الامتناع عن رمي القاذورات في الطرقات أفضل من تقبيل الرأس وغيرها من التعليقات الأخرى والمتنوعة والتي انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، كما حرصت بعض الصحف على وضع تلك الصورة في الصفحة الأولى وكأنه خبر رئيسي وهام للمجتمع . في البداية نحن لا نعلم هل هذه الصورة حقيقية أم أنها مركبة أو حتى مفبركة ؟ بل لا نعلم هل الشخص الموجود في الصورة هو عامل نظافة أو لا ؟ وهذا مثل كثير من الصور التي ظهرت في الآونة الأخيرة ومنها صورة ذلك الطفل الذي ظهر في صورة وكأنه ينام بين قبري والديه ثم ظهرعدم صحة تلك الصورة وبأن من قام بتصويرها كان له أهداف أخرى . سواء كانت تلك الصورة حقيقية أو غير حقيقية فنحن نعيش اليوم حالة مأساوية مع وضع النظافة سواء في الطرقات أو الأماكن العامة أو أماكن التنزه ، فالوعي بأهمية النظافة لايزال دون المستوى فلاتزال القاذورات والمناديل تقذف من المنازل والسيارات على الطرقات بالرغم من أن في هذا مخالفة للنظام وعليه عقوبات ولكن لا أحد يهتم وعلى الرغم من وجود الصناديق المخصصة لذلك ولاتزال هنالك العديد والعديد من الممارسات الخاطئة في مجتمعنا اليوم والتي تؤكد بأننا لازالنا غير حريصين على أن نعيش في مجتمع نظيف وغير حريصين على أن نعلم أولادنا بأهمية النظافة . ليست القضية قضية صورة أو تقبيل رأس عامل بل القضية في تغيير سلوكياتنا من خلال وضع الزبالة في الأماكن المخصصة لها وعدم القائها في الطرقات والحرص على أن يكون مجتمعنا ومدينتنا نظيفة . Ibrahim.badawood@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (87) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain