لكلِّ خطوة للأمام جوانب سلبيَّة ينبغي التدقيق عليها ومراجعتها، وكما أن السوشيال ميديا انتشرت بسرعة، وساهمت في نشر الخبر، ورصد الحقيقة، وفتحت نافذة للتنفس لكل المواهب، إلاَّ أن المزالق فيها متعدِّدة. يتداول البعض أخبار إقالة بعض وزراء، ومسؤولين على شكل قرارات صادرة من الديوان الملكي، أو المقام السامي، برقم وتاريخ، بحيث يُشعرك هذا البعض أن القرار قد صدر وكأنَّه حقيقي، كان آخرها إقالة وزير التعليم، ونُفاجأ بعد ذلك بمن يَقول إنَّها شائعة، والأغلبيَّة تلتقط الخبر وتنشره ليكون لها السبق، ليكتشفوا بعدها أنَّه مجرد شائعة. أمَّا عن الصور فحدَّث ولا حرج، فإن تغيير الصور، أو تركيبها، يستغرق دقائق، أو لحظات على برنامج الفوتوشوب، والحصول على الصور من جوجل أمر في متناول اليد، بكل الدقّة المطلوبة، وبقليل من الفبركة تُؤلَّف الشائعات. هناك صورة لفتت انتباهي، فيها شيءٌ من الصدفة، فقد تداول مُغرِّدون، وأصحاب الجروبات، صورة للملك الراحل فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- عندما كان وزيرًا للمعارف، يزور مدرسة ابتدائيَّة في لندن، ويتحدَّث لطفلة قالوا عنها إنَّها مارجريت تاتشر، التي أصبحت بعد ذلك رئيسة الوزراء البريطانيَّة، أو المرأة الحديدية. تاريخيًّا هناك ثلاث ملاحظات تدحض ما قيل، أولاً فرق السن بين الملك فهد -رحمه الله- وتاتشر، فالملك فهد وُلد عام 1921، وتاتشر من مواليد 1925، أيّ أنَّ الفارق في السن أربع سنوات، والرجل الواقف في الصورة في الأربعينيات، والطفلة لا يتجاوز سنها العاشرة. ثانيًا، من قال إن هذه الطفلة البريطانية هي تاتشر؟ ومَن قال إن هذا الرجل هو الملك فهد -رحمه الله- كلاهما قد يكون مُجرَّد تشابه. ثالثًا، الملك الراحل توفي عام 2005، بينما عاشت تاتشر حتى 2013، فالصورة إن كانت حقيقيَّة فهي مُجرَّد فوتوشوب. #القيادة_نتائج_لا_أقوال يقول الزعيم الأمريكي الراحل هنري وارد بيتشر: أعظم الإنجازات تأتينا عادة، بعد أفظع الإحباطات.
مشاركة :