اقترض فأنت ستتقاعد!! | طلال القشقري

  • 6/5/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

لا أملك إحصائية عن عدد المواطنين، الذين يقترضون من البنوك قبل موعد تقاعدهم من الوظيفة بوقت قصير، لكنّ المشاهدات تُثبت أنهم كُثُر، وأنّهم يزيدون!. لكن لماذا يُؤقّت المتقاعد هذا الموعد للاقتراض؟! «كُويّس» أَنّكم سألتم، وهاكم الجواب: لحاجته للمال، وكأيّن من المتقاعدين ـ مثلًا ـ لا يمتلك مسكنًا ولو غرفة على سطح عمارة، ولصعوبة موافقة بعض البنوك على إقراضه بعد التقاعد، ولأنّ الراتب التقاعدي لا يكفيه، لاستحالة تساويه مع الراتب الوظيفي الكامل، بسبب توظّفه في سنّ لا يمكن معه تحقّق شرط بقائه على رأس الوظيفة لأربعين سنة ليحصل التساوي حسب أنظمتنا التقاعدية، ولتواضع مكافأة نهاية خدمته، ولأنّ الراتب التقاعدي تُنتفُ منه البدلات المالية، التي كانت مشمولة ضمن الراتب الوظيفي، كما يُنتفُ الريش من جسم الدجاجة المذبوحة قبل سلخها وطبخها، فلا يبقي له إلّا شبح راتب! هذه مشكلة أخرى تُلْقَى على كاهل المتقاعد السعودي، ونظراؤه في العديد من الدول الثرية ـ مثلنا ـ يكونون في سنّ التقاعد قد فرغوا أصلًا من دورة الاقتراض، وادّخروا تحويشة العمر الكبيرة ليصرفوها على أساسيات حياتهم وكمالياتها!. والمتقاعد السعودي يستحقّ التعاطف معه، فمن الصعب عليه ومن المعيب علينا أن يستقبل حياته التقاعدية باقتراض لا يُسدّده إلّا وهو على حافّة الموت، وربّما يموت والقرض لم يكتمل تسديده، فإمّا يعفو عنه بنكه، وإمّا تُعلّق نفسُه حتى يقضي عنه ورثتُه الدين، كما جاء في الحديث الذي رواه أحمد وصحّحه الألباني! أعتقد أنّ المتقاعد السعودي يحتاج من مؤسساتنا التشريعية لأنظمة تُسهّل حياته التقاعدية لا تُصعّبها، وتُسعده لا تُشقيه، وتُريحه لا تُتعبه، وليتحول الشعار المُتداول «اقترض فأنت ستتقاعد» إلى «قرّ عينًا فأنت ستتقاعد»! @T_algashgari algashgari@gmail.com

مشاركة :