كرنب وكرات | م. طلال القشقري

  • 7/24/2013
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

لكلمتي (كُرنْب) و(كُرّات) في نفسي ذكريات ظريفة وجميلة، حصلت في الماضي البعيد، في شهر رمضان الكريم!. عندما كُنت طفلاً كان أبي، يرحمه الله، يُلاعبني وإخوتي في عصرية نهار رمضان، في مُنتزهات الطائف الشهيرة، كالرُدّف والهدا والشفا، بأن يُوقفنا صفاً مهيباً أمامه، فإذا ما قال (كُرنْب) وقفْنا، وإذا ما قال (كُرّات) جلسْنا، والذي يُخطئ منّا فيقف عند سماعه (كُرّات)، أو يجلس عند سماعه (كُرنْب)، يخرج من اللعبة مهزوماً مدحورا!. كان أبي، يرحمه الله، ماهراً في اللعبة وماكراً فيها، إذ يظلّ يُكرّر قولَ كلمةٍ واحدةٍ منهما مرّاتٍ كثيرة، حتى نظنّ أنه لن يقول الثانيةَ أبداً، وفجأة يقول الكلمة الثانية بسرعة فائقة مُستغلاً تطابق حروف بداية الكلمتين، فيُخطئ من يُخطئ منّا ويخرج من اللعبة وهو يجرّ أذيال الخسارة، ولا يُعوّضه عن الخسارة سوى أن يأكل من الوجبات الحجازية الشهية التي كانت أمّي، يرحمها الله، تطبخها بالكُرنْب والكُرّات في الإفطار والسحور، مثل المحاشي وعيش أبو اللحم والبيض بالكُرّات!. والله، لقد كان ماضياً رائعاً، وقد زاده روعةً رُخْص السلع الغذائية، ومنها الخضراوات التي من ضمنها الكُرنْب والكُرّات، حتى أنّ ربّ العائلة كان يشتريها من الحلقة بأبخس الأثمان، لا بالحبّة ولا بالكيلو، بل بالعبوّات الكبيرة المعروفة باسم (الهوريّات) وبالأكياس، ثم يأمر زوجته أن تهدي بعضها للأقارب والجيران، وليس مثل الحاضر الذي تُباع فيه حبّة الكُرنب بأكثر من ١٠ ريالات، أمّا حِزْمة الكُرّات فقد أصابها الهُزال، وقلّ عدد أعوادها للثلث، ومع ذلك تُباع بريال أو ريالين، فماذا يفعل ذوو الدخل المحدود مع السلع الأخرى؟ الغذائية وغير الغذائية؟ الأكبر والأغلى؟ إن كان هذا هو الحال مع الكُرنْب والكُرّات؟!. متى تقول وزارة التجارة وإدارة حماية المستهلك للغلاء: (كُرنْب) فيتوقف عن الفُحْش والزيادة!. ومتى تقول لنا نحن المُستهلكين الغلابة: (كُرّات) فنجلس مُرتاحين من الغلاء بعد أن تعبنا منه كثيراً؟. متى؟ متى؟. عسى أن يكون قريبا!. @T_algashgari algashgari@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (47) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain المزيد من الصور :

مشاركة :