الوطن هو ذاك التراب الذي نشم رائحته وقت المطر ، الوطن هو ذاك القلب الذي يضخ أطياف المحبة والولاء والإنتماء ، الوطن لا يسكنه ولا يمشي على ترابه غير من يؤمن بقيمته وبحدوده وبأمنه ، نقول المواطن الفلاني أو المواطنة الفلانية ، لأنهما استوطنا ترابه وحافظا على كيانه ، من لايؤمن بحدود الوطن في هذه العصور المتأخرة ، فهو لم يزل يعيش أحلام أفلاطون ومدينته الفاضلة ، يعيش خيالات يتردد صداها في عقله ، لا تتجاوز أحلامه شراك نعله. نقرأ دوما عبارة ( وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه) لله در من سبك هذه العبارة ، عبارة تعبر عن معانٍ ودلالات شتى لا يعقلها إلا كبار العقول لا سفهاء الأحلام ، الذين لا تتجاوز أحلامهم آذانهم . في هذه السنوات الأخيرة في عالمنا العربي ، والتي أستطيع تسميتها بالعجاف ، والتي تلت السمان ، نرى بلادآ سقطت وضاعت حدودها وسُرقت خيراتها وقتل وشرد أبناؤها ، وباتت موطئ قدم للزحف على بلدان مجاورة ، نرى بعيوننا ونسمع بآذاننا طوابير عبارة عن (كتاب وفنانين وإعلاميين وقصّاص)متحولون ومتلونون ، تشك بضعف انتمائهم وولائهم لأوطانهم ، يودون لو أن سيل هذه الثورات المجاورة ، تجرف أوطانهم ، تشك بثمن ما يقبضونه مقابل هذه العمالة والخيانة. الوطن أغلى من النفس ، كون فقده فقدان أنفس وضياع كيان ، كان مظلة وارفة لك ولي ولأبنائنا جميعآ ، نتفيأ ظلاله ونستمتع بخيراته. كل ما نشاهده في بلاد الثورات ، كانت بلدان تنعم بالخيرات ، تنعم بأمنها وتفوّق أبنائها ، خرج من رحمها علماء ومبدعون في شتى التخصصات العلمية ، فقط تهور بعض طغاتها وبعض أبنائها بحسابات غير مدروسة ، ، بسببها ارتدت المصائب والكوارث والويلات عليهم ، فجعلتهم شذر مذر ، استغلها العدو الحقيقي للانقضاض على هذه الديار حتى وجدها فريسة سهلة، نحن في وطننا ( المملكة العربية السعودية) ليس بيننا وبين الله ميثاق أن لا يحل بنا ما حل بما جاورنا ، القضية قضية استشعار العواقب والمآلات ، إذا لم نحكم عقولنا ونوحد صفوفنا وكلمتنا ونبتعد عن تلك التصنيفات الكريهة والعنصريات الجاهلية ، والعنتريات الهوجاء ، والتهم الكيدية، فأخشى أن يحل بنا ما نكره ، نحن الخائفين ، لا ما يوده الدجالون المرجفون الحاقدون عشاق الثورات ،أومايسمونه بالربيع العربي ،وهو الخريف الغربي بأدوات أمريكية مع مصالح روسية ، هذا هو واقع اليوم ، نراه ماثل في (سوريا والعراق واليمن وليبيا) لاينبغي أن نستمع لمخدر القول الذي يهّون الأمر ، نعم وطننا قبلة المسلمين ويحكم شرع الله ويصون ويرعى الحرمين الشريفين ، خدمة لا يضاهيها خدمة ، لكن ومع ذلك كله لابد من عقل الأمر ثم التوكل على الله ، نحن مأمورون بفعل الأسباب ، والمحافظة على تراب هذا الوطن لابد من فعل الأسباب ومنها ماذكرت آنفا من الابتعاد عن دواعي الفرقة والتحزب والتخابر مع العدو بأي وسيلة كانت ، كأن تقدم له خدمة للنيل من وطنك عن طريقك أنت وما تطرح ، إن كنت كاتبا أو فنانا أو واعظا أو حتى إنسان عادي ، ينبغي التوجس لمكامن الخطأ ، فكم سمعنا من حاقد ، يثني على من يقدح بثوابتنا الدينية وهو يعيش بيننا ، فوطن لا نحميه ، في الحقيقة لا نستحق أن نعيش فيه ، لنكن يدا واحدة مع قيادتنا ، لنصرة ديننا ، وسلامة وطننا، وليكن (الوطنن٠٠بين النفس والقلب)٠٠ودمتم بخير د محمد احمد الجوير
مشاركة :