د محمد الجوير :”الوطن”٠٠والدواعش الناعمة!

  • 7/8/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

في الحقْبات الأخيرة ، ادلهمت الفتن واختلط الحابل بالنابل  ، نتيجة التلون وغلبة اللون الرمادي على بعض العقول ، ناهيك عن شطحها غلوا وجفاء ، وبالكاد تميز الصادق من الكاذب، الموالي من المعادي ، ونتيجة الأوضاع السياسية المضطربة ،والأحوال الاجتماعية المتغيرة ، بات التحول سمة هذا العصر ، تعرف زيدا من الناس ، منفلت الأخلاق ،وفي أقصى اليسار ، تتفاجأ به بعد سنوات وهو يرتدي عباءة الدين ظاهرا ،لكن سلوكه وتوجهه ،لا يؤكد صلابة إيمانه ورجاحة عقله وسلامة تفكيره ، سرعان ما ينكشف أمره بتصرف قبيح أو فلتات لسان مثيرة ، بينما تتفاجأ بعمرو من الناس وقد كان متدثرا بالدين ليس عن ثبات وقوة إيمان ، تجده قد انتكس وارتكس إلى أقصى اليسار ، هذان اللونان ، الرماديان ، سبق وأن قلت في مقالات وتغريدات ، أنهما الخطر الحقيقي على الوطن ، بدليل أن الأول بات يتقوقع في أصحاب الفكر الضال وفي داعش وأخواتها ، التي لا تقيم للدين ولا الأخلاق ولا حتى للوطن وزنا ، ونحن نرى جرائمها في الأقربين وبيوت الله أما اللون الآخر والذي قد أطلقت عليه بالدواعش الناعمة وهم بعض الكتاب والمغردين ، الذين يغلب عليهم التمرد على الدين والأخلاق ، مرَدَة الوجوه، حالقو اللحية والشارب معا ، ومعهم بعض من دلّس علينا بثوبه الديني والإصلاحي ، ونراه يجلد وطنه وأفراد مجتمعه ، بدعشنته لهم ، ويبلغ الشطح عند أحدهم ، عندما تراه ، يعزو سبب هذه الدعشنة الخبيثة ، عدم وجود المسارح والسينما والموسيقى والروايات ، مغلقا عينيه عما يجري في الدول المنفتحة من تفجيرات مماثلة لجرائم الدواعش ، هذه الدواعش الناعمة ، جعلت من مدارس تحفيظ القرآن الكريم وحلقاته ومناهج التعليم ، سببا رئيسا لتفشي وباء الدعشنة ، بينما هذه الدواعش الناعمة نراهما تمارس دعشنة الاتهام دون أدنى دليل ، كتاباتهم وتغريداتهم ، تزكم الأنوف من رائحتها النتنة التي تريد بها التقرب ، فإذا هي تكسب البعد والكره معا ، تحتار أحيانا عندما ترى أشخاصا قد ارتكسوا وانتكسوا عندما اقتربوا زلفة ، يظنون أن ذلك سيقربهم زلفى ، عقول تموج تطرفا تجلد وطنها ومجتمعها بآلتهم المتجردة من التثبت ، وإنما مجرد ظنون وتخيلات ، معيارها التعميم ، حتى انكشف غطاؤها وبانت عوراتها. بعض الكتاب والمغردين في الحقيقة، هم الدواعش ،  ينطلقون من الحرْف الناعم ،  دواعش القلم الناشف والتمثيل  ، نواشف من الصدق والأمانة ، ممثلون لأدوار العداء والاستعداء ،وانعدام الضمير الحي ، فإذا كان دواعش التفجير قد انكشفت حالهم ومرادهم وخبث نواياهم وسوء مطيتهم ، فإن الدواعش الناعمة ، استلموا راية النفاق الاجتماعي ، وبالتالي ، أراهم لايقلون خطرا عن دواعش التفخيخ والتفجير ، هؤلاء قد يمثلون دور الطابور الخامس على حين غفلة، نحن نتأسف لخروج هذين الفريقين عن جادة الصواب ، ونتأسف لجرائمهم الحسية والمعنوية ، لكننا مطمئنون وواثقون بولاة أمرنا وقوتهم الإيمانية ، التي نراها ماضية في تطهير المجتمع من رجسهم ، ونظن أن مثل هذا التطرف ومايخلّفه من شر وفتن ، لن يزيد الدولة إلا قوة إلا قوتها ، ولن يزيد الشعب السعودي إلا اقترابا من قيادته ، وتماسكا ، وفي الوقت الذي نرى فيه روافض إيران يصرحون بعدائهم وخططهم للنيل من المملكة ، يولولون ويتوعدون ، يفترض أن تتوحد كلمتنا في وجههم ، لا أن نتقاذف الاتهامات لبعض، والمتهم الرئيس أمامنا مكشوف ( إيران). وفي النهاية هي محن بلي بها الوطن ، قد يقلبها رب العالمين مع الصبر والإيمان والتوكل عليه ،  إلى منح ، ينقشع بها هذا الظلام الفكري والإجرامي والأخلاقي ، ٠٠ودمتم بخير د محمد احمد الجوير

مشاركة :