كفانا جلدًا للذات، فالذين يُحاولون ربط حوادث الإرهاب، بالتعليم مُخطئون، أو مُتحاملون، خصوصًا حادثة الحمراء التي هزَّت المجتمع السعودي مُؤخَّرًا، وغيرها من حوادث القتل التي يغلب عليها الطابع الداعشي، في الفتك بالأهل والأقارب، لسببين: الأول: المستنكرون لهذه الحوادث، والمستهجنون لها، هم من خريجي نظام التعليم الحالي نفسه، بل فيهم حتّى المبدعون في تخصصاتهم العلميَّة عالميًّا، وفيهم كبرى القيادات المؤثرة محليًّا وإقليميًّا، فكيف يمكن لنظام تعليمي واحد أن يُخرّج عقليَّات إرهابيَّة، وعقليَّات فذَّة، علميَّة وعالميَّة ومُؤثِّرة في نفس الوقت، فالنظام لا يناقض نفسه، ممَّا يدل أن الانحراف الفكري ليس له علاقة بمناهج التعليم من قريبٍ ولا من بعيد. الثاني: أنَّ هذه العمليَّات الإرهابيَّة، تكرَّرت عبر التاريخ، وتكرَّرت عبر المجتمعات، وتحت العديد من اللافتات، فكم من حوادث القتل والإرهاب حصلت هناك، منها تفجيرات باريس، وبروكسل، مطلع هذا العام، وكلهم من مخرجات التعليم الفرنسي، والأوروبي، ومذبحة عمر متين، الأمريكي الجنسيَّة، المتخرّج من مدارس التعليم الأمريكيَّة المطوّرة، حتَّى أصحاب المذابح الأخرى التي جاءت نتيجة هوس فكري، كلهم ممَّن تعلَّم هناك، وعاش هناك. الهوس الفكري هو نتيجة تكرار مبدأ منحرف، وتكثيف ترديد هذا المبدأ؛ له تأثيره على عقليَّة الإنسان، لدرجة أنه يصبح غير الإنسان الأوّل، فنحن نتيجة ما نُفكِّر فيه، ومن يتبنَّى طريقة معيّنة للتفكير يُصبح مدمنًا عليها، والإدمان لا يُعالَج بجلسة أو جلستين، بل هو بحاجة لإحلال الأفكار الإيجابيَّة مكان السلبيَّة مرّات ومرّات بعدّة صور، وفي عدّة أوقات. أبسط مثال على ذلك الضغط الأسموزي، لإحلال سائل من كثافة مختلفة، مكان سائل آخر، تحتاج للوقت. #القيادة_نتائج_لا_أقوال في الأمثال الصينية: لن تستطيع أن تمنع الطيور من الطيران فوق رأسك، لكن بالتأكيد تستطيع منعها من أن تعشعش فيه.
مشاركة :