تفجيرات باريس، وبروكسل مفهوم دوافعها العرقيَّة، بالرغم من دمويَّة نتائجها، إلاَّ أنَّ انتماء مُنفِّذيها المشبوه لمنظَّمات متطرِّفة، تدلُّ على أن هناك تطرُّفًا دينيًّا يقف وراءها، لكن هجمات مطار إسطنبول الأخيرة غير مبرَّرة، فالمطار في بلد إسلامي، ومرتادوه خليط من الغرب، ومن المسلمين، وفيه مساجد، وفيه صلاة، وفيه أُناس يذكرون الله. ضحايا وشهداء حادث إسطنبول -سعوديين وغير سعوديين- كلّهم لا ذنب لهم، سوى تصفية حسابات سياسيَّة، اختارت المكان الخطأ، والطريقة الخطأ، والنتيجة الخطأ، والجانب الخطأ، لتعبِّر عن امتعاضها ومعارضتها لممارسات الحكومة التركيَّة الحاليَّة. الهجوم نوعي شرس، ليس فيه ذرَّة رحمة، جمع بين إطلاق الرصاص، وبين القنابل الانتحاريَّة، وعدد الضحايا تجاوز 41 قتيلاً و239 جريحًا، وبين القتلى غير الأتراك، عدد من السعوديين، قِيل 5، ثمَّ تمَّ تصحيحه إلى 2، وتعرَّضت تركيا لسلسلة تفجيرات العام الجاري، بينها هجومان انتحاريان في مناطق سياحيَّة بإسطنبول، وتتَّهم أنقرة تنظيم داعش بتنفيذهما. الهجوم نفذه ثلاثة انتحاريين في ثالث أكثر المطارات ازدحامًا في أوروبا، ويُعدُّ أحد أكثر الاعتداءات دمويَّة التي شهدتها تركيا، وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان عنه: آمل بشدّة أن يكون الهجوم منعطفًا، ونقطة مفصليَّة، لمكافحة دوليَّة مشتركة ضد الإرهاب. اللهم ارحم مَن مات غدرًا من المسلمين في هذا الحادث الأليم، وفي هذا الشهر الفضيل، وتغمَّدهم بواسع مغفرتك، وتعازينا لغيرهم بالمواساة والتعاطف، وكما أن الهجوم بهذه الوحشيَّة غير مبرر، كذلك تقاعس دول العالم عن توحيد الجهود لقتال داعش غير مبرر أيضًا، بل يجب تكثيف الحرب القائمة حاليًّا ضدهم لاجتثاث جذورهم. #القيادة_نتائج_لا_أقوال يقول الكاتب الأمريكي كينيث توماس: آمل ألاَّ تكون من الذين ينتظرون شخصًا ما ليقوم بالإصلاح، أو يعتقد أن الأمور سوف تصلح بنفسها.