مُنذ أنْ خَلَقَ اللهُ الإنسَانَ؛ وهو يَبحثُ عَن النَّجَاح والتَّفوّق، والتَّقدُّم والتَّميُّز، وهَذَا حَقٌ مَشروعٌ لكُلِّ بَني البَشر، وفي مَجَال الخَير والجَمَال والبَهَاء، فليَتنَافس المُتنَافسون..! وإذَا ذُكر التَّميُّز، فلابد أن نَستدعي مُصطلحين: المُصطلح الأوّل؛ هو مُصطلح "خَالِفْ تُعرَفْ"، أمَّا المُصطلح الثَّاني فهو مُصطلح التَّميُّز..! ومُؤخَّرًا بَدَأ النَّاس يَخلطون بَين المُصطَلحين، حَيثُ يُطلقون عَلى مَن يَتميّز بأنَّه مِن فَصيلة "خَالِفْ تُعرَفْ"، وغَالبًا مَا يَستشهدون بذَلك الأعرَابي؛ الذي "بَال" في البِئر أمَام النَّاس؛ مِن بَاب "خَالفْ تُعرَفْ"..! إنَّ الفَرق كَبير بَين مَن يَبحث عَن التَّميُّز؛ مِن أجل النّجاح والتَّفوُّق، ومَن يَبحث عَن المُخالفة مِن أجل المُخَالفة؛ مِن بَاب "خَالفْ تُعرَفْ"، وإنْ كَان بَينهما شَعْرَة بَسيطة، لا يَرَاهَا مَن كَان عَلى بَصره غشَاوة..! إنَّ كُلّ الشُّعرَاء المُتميِّزين -عِندَما خَرجوا عَلى قَومهم- لَاقوا الأمرّين في قبُول هَذا التَّميُّز، الذي غَالبًا مَا يُرفض في البدَاية، لَكن مَا كَان يُرفض بالأمس، أصبَح مِن مَحَاسن اليَوم..! وفي هَذا المَجَال، تَحضرني قصّة لشَاعر مُتميّز، اتّهمه قَومه بأنَّه يَأتي بكَلام غَريب عَليهم، مِن بَاب "خَالِفْ تُعرَفْ"، فرَدّ عَليهم قَائلاً: وَمَا زِلْتُ فِي جَوٍّ مِنَ الفِكْرِ طَائِرًا وَمِنْ عَادَتِي أَنْ لاَ أَطِيرَ مَعَ السِّرْبِ ومِن بَعده جَاء شَاعر السّيف والقَلَم "محمود سامي البارودي"، وصَاغ هَذا البَيت بطَريقةٍ أُخرَى يَقول فِيها: أَسِيرُ عَلَى نَهْجٍ يَرَى النَّاسُ غَيْرَهُ لِكُلِّ امْرِئٍ فِي مَا يُحَاوِلُ مَذْهَبُ حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: يَا قَوم تَميّزوا، بَل ابحَثُوا عَن التَّميُّز المُتّكئ عَلى ثَقافة عَميقة، ومَعرفة أصيلَة، ولا تَلتَفتوا لمِن يُحطّمونكم، فكُلّ المُتميّزين وَجدوا نَفس المُعَانَاة والتَّعب مَع قَومهم؛ حِين أصبَحوا مُتميّزين..!!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (20) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :