حبس العالم أنفاسه، وهو يتابع أحداث الانقلاب العسكري التركي، ليلة السبت، وغطت أحداثه شاشات القنوات العربية والعالمية، وتابع الناس بشغف الأحداث الدائرة هناك، مما يدل على أن تركيا بلد له محبوه، وتجربته الديمقراطية قدوة تستحق الإعجاب، والمتابعة، ورئيسه رمز للمسلم المتوازن الذي يعيش مبادئ الإسلام المعاصر، فاستحق الإشادة. نجحت حكومة أردوغان، بل نجحت تركيا، والشعب التركي في تجاوز واحدة من أصعب التحديات التي كادت تطيح بالحكومة المنتخبة ديمقراطياً، بانقلاب عسكري فاشل، بسبب نزول الجماهير الغفيرة ضده في شوارع أنقرة وإسطنبول، ووقوف كل أحزاب المعارضة مع حكومة أردوغان الشرعية، ولأن الجيش نفسه انقسم، مع وضد الانقلاب، فقتل الانقلاب في مهده خلال ثلاث ساعات. تركيا بلد عريق في الانقلابات، بسبب قوة المؤسسة العسكرية من إرث الدولة العلمانية التي أرسى قواعدها كمال أتاتورك، فكانت مؤسسة الجيش تقف ضد كل الإصلاحات الديمقراطية، وضد الخروج من عباءة العلمانية، فقد بدأت الانقلابات عام 1960، ثم تكررت في 1971 ثم تكررت عام 1980، ثم عادت وضربت أطنابها 1993، ثم حدث انقلاب 1997 الذي أطاح بأول حكومة إسلامية يتزعمها نجم الدين أربكان، وأخيراً الانقلاب الفاشل في عام 2016، وأعتقد أنه سيكون آخر محاولة انقلابية، لأن الشارع التركي، وأحزاب المعارضة، وجزءاً كبيراً من الجيش يرفضه اليوم. لازلنا ننتظر أن تتكشف الأمور عمن يقف وراء الانقلاب، وكيف استطاع إقناع العسكر ولو قلة منهم، عصيان الدولة، وكيف صمدت الحكومة الشرعية، في وجهه، بل الغريب كيف استطاع أردوغان أن يحرك الجماهير بمكالمة هاتفية من جواله الخاص، ليستعيدوا المطارات ويستعيدوا مبنى التلفزيون ويحرروا الرهائن العسكرية. #القيادة_نتائج_لا_أقوال بعض القلق لابأس به، يقول الشاعر الدانمركي سورن كيركجارد: القلق هو الصداع الذي يسبق الحرية.
مشاركة :