الشعراء والكتاب - بداح السبيعي

  • 3/4/2014
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب هذا اليوم يُعد فرصة رائعة لعُشاق القراءة لتجديد علاقتهم مع الكِتاب والاستزادة من شتى المعارف، ففي كل عام نستقبل المعرض بلهفة كبيرة ورغبة قوية في الحصول على الإصدارات الجديدة والمميزة في المجالات التي نحبها أو نميل إليها، وأجدها فرصة مناسبة أيضاً للكتابة عن علاقة الشعراء الشعبيين مع الكِتاب شعرياً (أي من خلال قصائدهم) قبل أن أعود للحديث عن تواجد إصداراتهم ومستوى ذلك التواجد في المعرض خلال الأيام القادمة بإذن الله. بمتابعة إنتاج الشعراء نجد بأن تناولهم لموضوع القراءة والعلاقة بالكتاب يكاد يكون غائباً باستثناء قصائد قليلة تُنشر على فترات مُتباعدة، من بين تلك القصائد على سبيل المثال قصيدة للشاعر المبدع سلطان بن سحيم يتحدث فيها عن صديق يصفه بكثير من الأوصاف التي تدل على حجم المحبة له، فهو: «بستان المعارف» و»روض الحسن» و»رسول العبقرية»: يا رفيق العمر يا درب المعالي يا ضنيني يوم كلٍ له ضنينه يا معوّدني على زين الفعالي من يحق المدح فحنا مادحينه أنت بستان المعارف والجمالي وأنت روض الحسن يا معدن معينه وبعد عِدة أبيات يخاطب فيها ذلك الصديق العزيز بمحبة شديدة يخبرنا الشاعر عن المزيد من صفاته التي تذكرنا بوصف الجاحظ القديم: صاحبي ما هو ذهب والا ريالي لا ولا هو جوهرٍ رهن الخزينه صاحبي صامت وهو عذب المقالي أول احروفه على طرة جبينه لا يمل ولا يكل ولا يبالي لا ينام ولا يعق معزبينه حافظ الأسرار متأدب مثالي صار قلبي له على كيفه رهينه هو كتابي هو ظلالي هو خيالي يا ضنيني يوم كلٍ له ضنينه وللشاعر المبدع ناصر بن تراحيب أيضاً قصيدة جميلة تتشابه في أسلوب بنائها مع القصيدة السابقة، لكن الشاعر لا يُحدثنا فيها عن صديق عزيز، بل يحدثنا عن حبيبة حزينة تُعاني من الاكتئاب والعزلة بسبب هجر المحبين لها: لقيتها تبكي وحيدة كئيبة تذرف مدامعها على فقد الأحباب تقول سوابي زماني مصيبة ولا عاد لي صاحب ولا خل وأقراب وبعد شرح أشكال المعاناة التي تواجهها يوضح لنا الشاعر ما دار بينه وبينها في ذلك اللقاء: قابلتها مثل الحبيب وحبيبه وحاولت أنسيها جفا أحباب وأصحاب جلست معها في ظروفٍ رهيبة وحدي معاها والمخاليق غياب جلسة غرامٍ للعقول اللبيبة ما كنّي إلا بين رمان وأعناب وغنيت شعرٍ من غلاها أجيبه وفلّت جدايلها روايات وآداب وبعد تعداد الشاعر للمعارف الكثيرة التي استفادها من تلك الحزينة يكشف لنا عن اسمها الحقيقي: لا أحد يسيء الظن شكٍ وريبه أحكم بعقلك واترك القلب يرتاب المكتبة كانت وحيدة كئيبه وحاولت أنسيها خطا بعض الأصحاب المكتبة يا أهل العقول اللبيبه حبيبة أهل المعرفة وأهل الألباب هذه الأبيات الجميلة والتي سبقتها مجرد نماذج صغيرة لتناول الشعراء لموضوع القراءة والعلاقة مع الكِتاب في أشعارهم، وانطلاق احتفالية الكتاب اليوم مُمثلة في معرض الرياض الدولي للكتاب فرصة جيدة للجميع لتجديد الصلة مع القراءة وفرصة سانحة للشعراء للتغني بالكتاب وبمزاياه التي لا تُحصى. أخيراً يقول مبارك آل خليفة: ياللي تدوّر لك صديقٍ طيّب أفضل صديقٍ فالزمان كتابك حتى ولو شاب الزمن ما شيّب واللي يفيدك بالعلوم أولابك ومعرض جميع الكتب جاك قريب اختار من كل الديار أصحابك

مشاركة :