كان سؤال: "مَن هُم أبرز عشرة شعراء في الخليج؟"، هو السؤال الذي حاولت حلقة من حلقات برنامج (أهم 10) للإعلامي سعود الدوسري الإجابة عنه، وكان من الطبيعي أن تليه ردود أفعال ساخطة ومستغربة بعد عرض القائمة الشعرية العشرية، ليس لأن القائمة قد خلت من شعراء مشاهير ومبدعين يرى البعض أحقيتهم في دخول القائمة، أو للاختلاف على ترتيب الشعراء داخلها فحسب، بل لأسباب أخرى من أهمها: غموض المقاييس النقدية التي تم بناءً عليها اختيار الشعراء العشرة من بين آلاف الشعراء الشعبيين ليُوصفوا بالأبرز، بالإضافة لعدم وضوح المقاييس اللاحقة للمفاضلة بين الشعراء وترتيبهم في قائمة ليكون الأمير خالد الفيصل هو الأول على رأس القائمة، ويأتي بعده على الترتيب الشعراء: الأمير بدر بن عبد المحسن، ثم خلف بن هذال، ثم الأمير عبدالله الفيصل، ثم خالد المريخي، ثم حامد زيد، ثم ياسر التويجري، ثم فهد عافت، ثم ناصر الفراعنة، ثم سعد بن جدلان. رغم تضمن قائمة أبرز عشرة شعراء لمبدعين لهم تجارب مميزة –وإن كانت شديدة التباين فيما بينها من جوانب عديدة- إلا أنه كان من الطبيعي والمتوقع بالنسبة لي أن تخلو من تجارب شعرية عظيمة أراها تستحق دخول القائمة حتى لو كانت بهذه المساحة الضيقة، وأجزم أن كل واحد منّا توقع أو تمنى وجود شعراء يحب قصائدهم فيها وخاب توقعه، أو كان له رأي مختلف في ترتيب الأسماء التي أُعلن عنها، وأقول بأنني لم أستغرب خلو القائمة من شعراء كبار أحب أشعارهم لأسباب مختلفة أيضًا، منها أن القائمة خرجت وفق مقاييس خاصة بالقائمين على إعداد الحلقة، وكانت بدون أدنى شك خاضعة لذائقتهم الشعرية، ومنها يقيني التام بأن القائمة حتى لو اتسعت دائرتها لتشمل أبرز 100 شاعر فإنها لن تجد قبولاً مُقنعًا من الناس، وسيستمر الجدل حولها بين المعترضين على وجود شعراء معينين ينبغي طردهم خارجها، وبين المطالبين بدخول شعراء يستحقون الدخول فيها..! لا أقول هذا الكلام لتبرير موقف البرنامج، أو لإقناعك بقبول القائمة التي وضَعَها، ولكن لأن كل التجارب السابقة التي حاول أصحابها وضع قوائم لترتيب الشعراء أو المبدعين في ميدان الأدب كانت تجارب غير ناجحة -سأشير لنموذج منها في الجزء الثاني من هذا المقال بإذن الله- ووجدت انتقادات واسعة، ولتتأكد من صعوبة إعداد قائمة مُقنعة لأفضل أو لأبرز الشعراء الشعبيين يمكنك عزيزي القارئ أن تُجرّب القيام بوضع قائمتك الخاصة بنفسك وعرضها على صديق أو ناقد تعتقد أن بينك وبينه تقارب في الثقافة وتذوق الشعر، وستدرك سريعًا استحالة الاتفاق بينكما عليها، ناهيك عن إمكانية اتفاق فئة من الناس على قائمة مُعينة. وللحديث بقية إن شاء الله. أخيرًا يقول بدر الحريّص: معذور يالغالي ولو ما تعذّرت ومسامحك فغيابك اللي من العام ما أنت الوحيد اللي علينا تغيّرت تغيرت حتى الليالي والأيام