نظرية التطور بين الرفض والقبول

  • 10/25/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لم تحظَ نظرية من النظريات العلمية بما حظيت به نظرية التطور من اهتمام على المستويين العلمي والشعبي، وقد يزعم البعض أنه لا توجد نظرية أخرى كنظرية التطور أحدثت ما أحدثته من تغيير جوهري في الفكر الإنساني على مدى تاريخه الطويل، وعلى الجانب الآخر فقد ينظر إليها المتدينون من كافة الأديان بأنها قد أحدثت اضطراباً فكرياً لا حدود له، منذ أن أعلنها صاحبها على شكل نظرية متكاملة في أواسط القرن قبل الماضي عقب إصداره لكتابه أصل الأنواع. وإذا كان للنظريات العلمية أثرها على المجتمع وآراء الناس، فإن نظرية التطور - بشكل خاص - قد حظيت بتأثير كبير في هذا الصدد، ويبدو هذا جليا من ردود الأفعال واسعة النطاق التي سببتها هذه النظرية على الفكر الاجتماعي والديني والأخلاقي بل والسياسي أيضا، هذا وما زالت هذه النظرية محل اهتمام العلماء، وبحوثهم إلى الآن وبعد 150 عاما من إعلانها في كتابها الذي بشر بها وهو كتاب أصل الأنواع. وعن الأثر الهائل لنظرية التطور يقول عالم الانثروبولوجيا المعاصر الدكتور ألفرد كروبر إن ثمة نوعا من عدم التناسب بين الإسهام المحدود الذي أسهم به داروين في العلم والذي انحصر في وضع وتجسيد مبدأ الانتخاب الطبيعي وبين كل ذلك التأثير الهائل الذي أدى إليه هذا المبدأ البيولوجي على العلم ككل، إذ نفث هذا المبدأ قوة دفع كبيرة في علماء القرن التاسع عشر أدت بهم إلى أن يبحثوا في أصول كل شيء، فظهرت بذلك كتابات كثيرة تبحث في أصول اللغة والحضارة والمجتمع، وغير ذلك من موضوعات بذات المنهج الذي اتبعه داروين في معالجة إشكالية أصل الأنواع. يوضح د. محمد فتحي فرج في كتابه قصة التطور أن تلك القضية قديمة وقد بلغ من أهميتها أنها قد وردت في سياق الإنتاج الأدبي، على ألسنة شخوص الروايات، ودارت حولها حوارات ونقاشات حادة، ففي رائعة أديبنا العالمي نجيب محفوظ الثلاثية في جزئها الثاني بعنوان قصر الشوق ورد حوار ساخن حول هذه النظرية بين أبطال الرواية.

مشاركة :