مفازات \ تقطعها سعدية مفرح \ مفازة لا تُحد!

  • 11/12/2016
  • 00:00
  • 125
  • 0
  • 0
news-picture

2016/11/10 «القراءة مفازة لا تحد».. جميل هذا التعبير الذي جاءني في سياق سؤال عن مفازتي المفضلة في فضاء القراءة عموماً، رغم أن المفازات من طبعها الأصيل أنها لا تحد، ورغم أن القراءة تفارق المفازة في كونها سقيا دائمة وغيثاً مستمراً. أقرأ في كل المجالات لكنني أحب قراءة الكتب الفكرية والعلوم، وبالتأكيد الشعر وكنت أعشق قراءة الروايات لكنني تخففت من ذلك مؤخراً، لصالح السيرة الذاتية. أتتبع فيها مصائر البشر وأحاول قراءة ملامحهم قبل قراءة كلماتهم. لكن أدب السيرة الذاتية باللغة العربية قليل جداً قياساً إلى الروايات مثلاً، وهو أدب مبتسر وناقص لأسباب كثيرة. من المجالات التي أجدني فيها كتب الأطفال، أعني الكتب الموجهة للأطفال وليس عن الأطفال، أقرأ قصصهم المصورة والمرسومة وأناشيدهم ذات النمط الإيقاعي، وأحاول أن أكتب شيئاً مغايراً للمعتاد منها. لقصص الأطفال ركن مهم في مكتبتي أحن إليه وفي أعقد مشكلاتي الحياتية أجدني منساقة إلى هذا الرف استمد منه شيئاً من الطاقة الخلاقة. كتب الأديان والحضارات القديمة من الكتب التي استهوتني في فترة من فترات حياتي، وما زلت أبحث عن أي كتاب مميز فيها. عندما قرأت «كتاب الموتى» الفرعوني سحرني تماماً حتى أنني قرأته مرتين، وما زلت أحتفظ به كأحد أهم الكتب في مكتبتي، وأحب أيضاً أدب التصوف وسير المتصوفين العرب. كما أنني حاولت مرة معرفة سر اهتمام الشاعر محمود درويش بقراءة المعاجم اللغوية فانسقت وراءه في سحر الكلمات ومعاني المفردات، لكنني لم أكمل على هذا الدرب المعجمي.. وتبقى الاقتراحات القرائية مفتوحة أمامي.. لا أحب أن أبقى في دائرة التصنيف فكل كتاب غير قابل للتصنيف يعتبر أحد كتبي المفضلة. ووفقاً لتجربتي أرى أن المجال الصحفي معين على القراءة والكتابة وعلى تجويدهما أيضاً. علمتني الصحافة الكثير من الأشياء الجميلة وساعدتني على تنظيم وقتي رغم فوضويتها. وفيها تعلمت قيمة الثواني في حساب الزمن. أكتب بسرعة وأقرأ بسرعة ولكن باستمتاع. وأحاول متابعة الأخبار والمقالات والموضوعات بنظرة شمولية. وضعتني الصحافة في قلب العالم، وربتت على قلبي بكثير من الطمأنينة والصبر وأنا أتقلب بين مشاهد الدم وأخبار الدمار. كثيراً ما هربت من أخبار الصحافة إلى الشعر ومن الشعر إلى أخبارها وهذا علمني أن الحياة عجلة تدور بلا بداية ولا نهاية، وعلينا أن نفهم هذا المنطق الدائري فيها لا لنستمر وحسب ولكن أيضاً كي نمشي ولا نقع!

مشاركة :