مفازات \ تقطعها سعدية مفرح \ وما زالت فيروز في شرفتها القمرية!

  • 11/27/2016
  • 00:00
  • 131
  • 0
  • 0
news-picture

2016/11/24 قبل ست سنوات تقريباً كتبت مقالة عن خلافات كانت قد ثارت في أروقة العائلة الرحبانية الفيروزية حول أمور مالية وصلت إلى أروقة المحاكم ودهاليزية، كتبت يومها أنني «لا أعرف تفاصيل الحكاية القانونية وملابساتها التي أوصلتها إلى هذا الحد المخجل بين فيروز وأبناء منصور الرحباني، لكنني أعرف أن ليس من حق أي أحد أن يمنع فيروز من الغناء تحت أي مبرر كان. فيروز ليست فنانة عادية لتتم محاسبتها على ما تغنيه وفقاً لحسابات الربح والخسارة من قبل من لم يشارك، ولو بنغمة واحدة في بناء سلمها الموسيقي الذي تصاعد بنا نحو النجوم عمراً كاملاً. وفيروز ليست تركة لأحد، حتى لو كان هذا الحد هو الأخوان رحباني، فرغم أنهما أسهما في صقل هذا الصوت الذهبي وتقديمه بذا السياق المبهر إلى الذائقة العربية على مدى أكثر من نصف قرن إلا أن هذا لا يحولها لأي تركة لهما أو لأبنائهما. ولو كان لهؤلاء الأبناء حقوق فلا ينبغي عليهم تحصيلها بهذه الطريقة المهينة لأسمائهم الشخصية لا لتاريخ عائلتهم الفني الذي لن تشوبه شائبة بعد أن رحل مؤسسوه. إن هؤلاء المشتكين المطالبين بمنع فيروز عن الغناء لأسباب مالية بحتة مدرجون في صفوف الفن أيضاً ووارثون للاسم الرحباني المهيب في تاريخ الطرب العربي ولذلك سيكون عتابنا لهم واستغرابنا مما فعلوه مضاعفاً، ولأسئلتنا أن تكون أكثر قسوة؛ فمن أين جاؤوا بكل هذه الجسارة كي يطالبوا بمنع فيروز من الغناء؟ كيف خانتهم حساباتهم الفنية والإعلامية ليتفاجأوا، كما هو واضح من ردود فعلهم الممعنة في الإساءة إلى الصوت الفيروزي، بوقوف الإعلام العربي كله إلى جانب فيروز في معركتهم ضدها، هي الجالسة على شرفة القمر تنتظر بصمت وتنظر بألم للمشهد الصاخب تحت تلك الشرفة المضيئة؟ لماذا الآن يطالبون بما يعتبرونه حقهم وهم يعرفون سنن الحياة وتصاريف الزمن ويدركون أن فيروز التي بلغت من العمر عتيا إن استطاعت أن تغني اليوم فقد لا تستطيع غدا؟ أفهم أن المشاكل، أي مشاكل، تبدأ بين الورثة، أي ورثة، غالباً بعد أن تنتهي ترتيبات الجنازة، لكن فيروز لم تمت بعد كي يختلف المختلفون على تركتها، وهي لم تغادر هذا العالم ليكون ما تغنيه إرثاً للورثة، ولو حدث، بعد عمر طويل مليء بالإبداع، فإرثها لنا جميعاً، نحن الذين نشأنا على صوتها وندين له وللرحبانية وبالكثير مما استقر في ذائقتنا من جمال، ولا يحق لأحد أن يمنعنا من الوصول إليه تحت أي مبرر. لو كان لأبناء منصور الرحباني حق فيما تغنيه فيروز فلا ينبغي أن يؤخذ هذا الحق بهذه الطريقة. لكن أجمل ما في الحكاية كلها أن فيروز رغم كل هذا الضجيج الذي أحدثه ويحدثه المطالبون بمنعها من الغناء، وكذلك المدافعون عن حقها في الغناء، ونحن منهم، ظلت جالسة في شرفتها القمرية صامتة لا ندري إن كانت تفكر بنغمة جديدة بمعية النجوم أن تتألم مما يحدث تحت»! الآن.. وبعد كل هذه السنوات التي مرت، انتهت المشاكل، أو توارت تحت الوهج الفيروزي الذي لم يخفت يوماً، بطريقة أو بأخرى، وها هي فيروز تحتفل بيوم ميلادها الحادي والثمانين ويحتفل معها محبوها في كل مكان، لتبقى تلك الإيقونة العربية الخالدة في تاريخ الموسيقى والغناء لا يمسها سوء الشائعات والمشاكل العالقة ذلك أنها احترمت اسمها وفنها وأخلصت لهما، لِمَ لم يفعل كثيرون أكثر موهبة منها لكنهم ليسوا أكثر إخلاصاً وفهماً لمعنى أن تكون فناناً.. وكفى!

مشاركة :