مفازات \ تقطعها سعدية مفرح \ غادة السمان ورسائلهم إليها «1-2»

  • 12/16/2016
  • 00:00
  • 352
  • 0
  • 0
news-picture

لعل أسوأ نقد وجه للكاتبة الكبيرة غادة السمان بسبب نشرها لرسائل الشاعر الراحل أنسي الحاج لها بعد رحيله في كتاب صدر مؤخراً، ذلك النقد الذي ادعى أصحابه أنها فعلت ذلك لإعادة الأضواء المنسحبة إلى ساحتها، وأن الشهرة وحدها هي دافعها لتنفخ الحياة من جديد في رماد الحب الناقص القديم بينها وبين الشاعر اللبناني أنسي الحاج بكل ما أوتيت من قوة على النفخ وقد شارفت على الثمانين من عمرها! ورغم أنني لست من الفريق الذي أيد غادة في إقدامها الجريء على نشر الرسائل، إلا أنني أعترض بشدة على ذلك النوع السيئ من النقد، الذي تعلق بالقشور من دون محاولة تفكيك الأصل! غادة السمان ليست فارغة ولا تفتقد للموهبة ولم تعتمد يوماً على غير موهبتها اللافتة والكبيرة في الكتابة طريقاً إلى الشهرة كي تفعل ذلك الآن، ثم من قال إن الأضواء قد انسحبت منها فعلاً؟ ما زالت غادة السمان، رغم غيابها النسبي، عن الحضور بشكله الجماهيري والإعلامي ملء السمع والبصر، وأعرف أنها لو أرادت أن تحل ضيفة على شاشة من الشاشات الكثيرة لتسابقت إليها تلك الشاشات، وأنا أعرف إعلاميين كبار سعوا إليها بشتى الطرق لتوافق على الظهور في برامجهم التي يتمنى الظهور فيها كثيرون فعلاً لكنها رفضت تماماً، وفي الحسابات التي تنتحل اسمها وشخصيتها على مواقع التواصل الاجتماعي والانتشار الذي تحققه تلك الحسابات المزورة دليل على أن غادة ما زالت نجمة يتبادل القراء والمعجبون مقولاتها الأنيقة بإعجاب واهتمام كبيرين! حسناً... لماذا فعلت ما فعلت إذن؟ لماذا كررت ما أقدمت عليه قبل سنوات عندما نشرت رسائل الراحل غسان كنفاني العاطفية إليها على الرغم من النقد القاسي الذي تعرضت له آنذاك؟ لقد كنت أنا واحدة ممن انتقد خطوتها القديمة تلك التي لم أر فيها، كما رأى كثيرون، انتقاصاً من شخصية المناضل غسان كنفاني الملهمة على الصعيد الوطني، بقدر ما رأيت فيها اعتداء على خصوصيته معها وخصوصيتها معه وعلى جمالية العلاقة الحميمة التي جمعتهما ذات يوم! ثم أنني رأيت فيها خيانة لاتفاقهما الذي ذكرت غادة أنها إنما أقدمت على نشر الرسائل وفقاً له؛ فالاتفاق كان ينص على نشر رسائلهما المشتركة، أي رسائلها إليه ورسائله إليها لكن غادة أخلت بالشرط بسبب ضياع رسائلها إليه كما قالت رغم أن هذا سبب كاف كان ينبغي أن يردعها عن تنفيذ الاتفاق في النهاية ما دامت غير قادرة على تنفيذه بكل شروطه! في كتابها الأخير والمحتوي على رسائل أنسي الحاج إليها لم تذكر شيئاً عن اتفاق كهذا، وفقاً لما اطلعت عليه من مراجعات للكتاب الذي لم أقرأه حتى الآن، فلا رسائل متبادلة بين الطرفين، بل هي رسائل من شاب في العشرينيات من عمره إلى فتاة تماثله في العمر لكنها لا تحبه وبالتالي لم تكن ترد على رسائله إليها! لكن.. لماذا تحتفظ امرأة برسائل عاطفية من رجل لا تحبه لمدة ستين عاماً؟ وتنتظر حتى يموت هذا الرجل لتسارع إلى نشرها؟ سنبقي كل الاحتمالات مفتوحة بانتظار المزيد منها ومن الأسئلة المحيلة إليها للبقية الآتية من المقالة!

مشاركة :