يظنّ كثيرون بالخطأ أنّ كلمة "سبهللة" هي كلمة عاميّة!. إنّها في الواقع كلمة فصيحة، وهي من كنوز اللغة العربية التي لم تُستخدم كثيراً بين الناطقين بلغة الضاد!. ولكلمة "سبهللة" عدّة معاني هي تراخي الإنسان عن العمل المفيد، أو ترحيله له إلى وقت آخر، أو إيقافه حيناً والاستمرار فيه حيناً آخر، أو إكماله بعد تعثّر على وجه سيء!. وللفاروق عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، مقولة مشهورة عن السبهللة هي "إني لأكره الرجل يمشي سبهللاً، في أمر الدنيا، وفي أمر الآخرة"!. كما أنّ للعلّامة الراحل، الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين، يرحمه الله، مقولةً أخرى أيضاً عن السبهللة، هي "وإنّ من الحكمة أنّ من ابتدأ بعمل مفيد فليستمر عليه، والبعض يبدأ العمل المفيد ولا يُتمّمه، فيمضي عليه الوقت سبهللاً من غير فائدة"!. ومن وجهة نظر شخصية، أعتقد أنّ السبهللة لا تنحصر في الإنسان الفرد، والتي هي سبهللة خاصة، بل تشمل كذلك بعض الجهات وبعض مشروعاتها المفترض فائدتها للناس، وهي سبهللة عامة، وتُعتبر أسوأ، لأنّ ضرر السبهللة الخاصة يمسّ صاحبها فقط، أو الدائرة الضيقة حوله، بينما ضرر السبهللة العامة يمسّ المجتمع كلّه أو وطناً بأكمله!. والسّبهللة العامة تشبه الفساد، بل هي فساد بدون المظاهر التقليدية للفساد، لأنّ التراخي في إكمال بعض المشروعات المفيدة، أو ترحيلها إلى وقت آخر، أو إيقافها حيناً واستمرارها حيناً آخر، أو إكمالها بعد تعثر على وجه سيء، فيه إضرار لا يقلّ عن ضرر الفساد، ولا بُدّ من تصنيفها ومكافحتها مثل الفساد!. وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وقبل أن تسكت عن الكلام المباح، بعثت لي برسالة وطس آب تقول فيها: الله يهديك ويسامحك يا بشمهندس، يعني نحن لم نتخلص من الفساد لتأتينا بالسبهللة، ولدينا هيئة لمكافحة الفساد، يعاتبها البعض على تواضع مخرجاتها، فلا تقل أنك تقترح إنشاء هيئة لمكافحة السبهللة، لا تفعل ذلك، أرجوك فلسنا ناقصين!. @T_algashgari algashgari@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (47) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain المزيد من الصور :
مشاركة :