رثاء الصديق المرحوم عدنان القيسي (بو سوسن)

  • 3/17/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره تلقينا نبأ حزينا بوفاة الصديق العزيز عدنان القيسي "بو سوسن" .إن الصديق المرحوم "بو سوسن" له في القلب محبة منذ أن تعرفت عليه في خارج البلاد قبل سنوات عديدة وكان نعم الأخ ونعم الصديق ارتبطت معه بعلاقة المحبة والصداقة الحقة التي قلما نجدها في أصدقاء في هذا العالم خاصة إذا كانت المسافة بين الأصدقاء بعيدة وليس في بلد واحد خاصة إذا كانت هذه الصداقة مبنية على المصالح والتودد والتقرب .وكان الصديق المرحوم "بو سوسن" ليس من هذا النوع من الأصدقاء خاصة وأنت في خارج بلدك يعتبرك كأنك أحد أفراد عائلته ويتواصل معك يوميا يسأل عنك ليخفف عنك وحشة الغربة والوحدة بعيدا عن أهلك وأصدقائك وأنت في خارج بلدك . إن الصديق المرحوم "بو سوسن" يعرفه أصدقاؤه الكثيرون المقربون منه من الكويتيين الذين خيم عليهم الحزن والألم عند سماعهم بوفاته رحمة الله عليه وكانوا متألمين وأنا منهم لأنهم لم يشاركوا بتقديم واجب العزاء والصلاة على روحه الطاهرة والسير خلف جنازته إلى مثواه الأخير لأننا كنا بعيدين عن مكان إقامته في يوم وفاته. فإقامته في بريطانيا ونحن في الكويت ولم نسمع بوفاته رحمة الله عليه إلا بعد أيام من انتقاله إلى رحمة الله تعالى لذلك زاد الحزن وزاد الألم والحسرة لعدم مشاركتنا رفيقة دربه وابنته الغالية "سوسن" وأخوه ورفيق دربه الدكتور فاروق القيسي وأفراد عائلته وأصدقائه ومحبيه .إنني تربطني علاقة مع الصديق المرحوم "بو سوسن" علاقة الأخ الذي لم تلده أمي وكانت العلاقة بيننا بالتواصل سواء كنت في محل إقامته في لندن عند زيارتي لها أو في بلدي الكويت .إن المرحوم الصديق العزيز "بو سوسن" مهما كتبت في رثائه ومهما سطرت الكلمات الحزينة في حقه رحمة الله عليه فإن كل ذلك جزء من الجميل الذي يستحقه ومن الأفضال التي لا يمكن أن أنساها التي يقدمها لي وكنت عندما أتواجد في لندن لا تنقطع الصلة بيننا بالتواصل اليومي .والمواقف كثيرة مع هذا الإنسان المحب الصادق في صداقته الحقة مع كل من يعرفه .وكان يستقبلني في المطار ويودعني ولا يرضي إلا أن يكون معي في المطار في الوصول والمغادرة وكنت أتحاشاه عندما كان يتعرض لعارض صحي أن أخبره بوصولي إلى لندن حتى لا أكلفه بالحضور إلى المطار لاستقبالي .وفي إحدى المرات لم أخبره عن موعد وصولي وصدفة اتصل معي وأنا في الكويت ليقول لي متى ستصل إلى لندن فحددت له اليوم ولم أحدد له الخطوط الجوية التي سأسافر عليها ولا محل إقامتي ولكنه بمحبة الصديق الصدوق وبحرصه على استقبالي ذهب قبل وصولي بيوم واحد إلى الفندق الذي أقيم فيه وسأل متى سأصل وعلى أي خطوط جوية فأخبروه لأن الفندق يعرف الحجز بالفندق والخطوط الجوية لإرسال سيارة من الفندق لاستقبالي وعندما خرجت من بوابة الوصول وجدت أمامي أخي العزيز "بو سوسن" باستقبالي .فهل يوجد أكثر من هذا الاهتمام وهذه الصداقة وهذا الحرص بأن يكون باستقبالي بدون أن أخبره بموعد وصولي والخطوط الجوية التي أسافر عليها وحتى موعد الوصول .وهذه أحد المواقف بالتأكيد على الصداقة الحقة ومواقف أخرى ستظل باقية في ذاكرتي ولن أنساها مدى الحياة لأنها تتمثل في عظمة وقمة الوفاء بين الأصدقاء المتواصلين مع بعضهم البعض .وتعازينا الحارة لرفيقة دربه ولابنته الغالية "سوسن" ولأخيه الدكتور فاروق ولجميع أفراد عائلته والأصدقاء ومحبيه وأنا منهم ولكل من يعرف المرحوم "بو سوسن" وتربطه معه الصداقة طوال حياته رحمة الله عليه .وإلى جنة الخلد يا فقيدنا الغالي وستظل ذكراك عالقة وراسخة في قلوبنا "فأبو سوسن" صديق غير عادي بالنسبة لي ولأصدقائه ومحبيه والمتمثلة بالوفاء النادر الذي لا حدود له معهم ومحبته لهم ويسعد بلقائهم والسؤال عنهم عندما كان رحمة الله عليه وهو على قيد الحياة وحتى في العوارض الصحية التي يصاب بها كان دائما يذكر أصدقاءه .فالرحمة الواسعة للمرحوم الصديق "بو سوسن" . وإنا لله وإنا إليه راجعون بدر عبد الله المديرسal-modaires@hotmail.com

مشاركة :