ذكـــــــر وزير التجــــــارة والصناعــــــة الأسبق د. عبدالمحسن المدعج أن الهوية الوطنية بدأت تتراجع اليوم عند البعض، كونها المواطنة الحقيقية لهذا البلد، وتحمل العديد من العوامل الوطنية السامية في حب الوطن. وقال المدعج، خلال الجلسة الأولى لملتقى «الهوية الكويتية... إلى أين؟»، إن «اصحاب النفوس الضعيفة ادخلونا في متاهة اسمها الفساد، بحيث نجد فسادا اداريا وفسادا ماليا»، مبينا ان الفساد الإداري يشمل الخدمات الإدارية في الدولة، والذي ظهر خلال ٣٠٠ عام منذ تأسيس الدولة. واشار إلى وجود حالة من خوف العديد في المجتمع الكويتي، وان هناك من يؤجج القبلية والطائفية والمنطقية من اجل مصالح ضيقة، خاصة كونها لا تهدد فقط هوية بل تهدد دولا. وتساءل: «لماذا لم تصبح في الكويت اضطرابات ادت إلى سيل الدماء؟»، مضيفا ان الحكومة لا ينازعها أحد في الحكم بين الشعب والحاكم، وهذا تأسيس صحيح من الدولة في الهوية الوطنية. من جانبه، قال مدير المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج د. سليمان العسكري إنه مع الدخول في دوامة التوهان عندما بدأت الثروة النفطية في أوائل السبعينيات، التي أدخلت أموالا هائلة إلى الدولة، لم تكن هناك خطط في توزيعها على الناس، مشيرا إلى أن ظهور البترول انعكس على المجتمع الكويتي، بأن أصبح «سوبر» ومتعاليا على الشعوب الأخرى بسبب كثرة الأموال. وأشار إلى أن هناك خللا في التركيبة السكانية، ما ضيع الهوية الوطنية، مشيرا إلى أن هناك العديد من الأشخاص في المجتمع يتحدثون اللغات الأجنبية، وعلى رأسها الهندية والإنكليزية، بحيث نجد هناك تغيرا في لهجة الشباب الكويتيين بكلام غير مفهوم، ما أدى إلى فقد الهوية الوطنية. وأكد أن النزاع الطائفي الديني إذا دخل الدول أدى إلى انهيارها، وتسبب في فتن لا يتحملها المجتمع وفي انفجارات كما بالدول الأخرى.
مشاركة :