شاهدت أخيرا مسرحية «قصيدة وطن»، والتي قدمت عروضها في ختام الدورة الرابعة لمهرجان الكويت الدولي للمونودراما.كان الحضور بهيا، من على خشبة مسرح الدسمة بحضور عدد من المهتمين والمسؤولين في المسرح والإعلام.لقد جسدت تجربة «قصيدة وطن» بطولات تضحيات الشهداء غير الكويتيين إبان الغزو الغاشم على دولتنا الحبيبة، دولة الكويت، وذلك إبان الغزو الصدامي الغاشم، في العام 1990. وغني عن البيان، أن العرض المسرحي الذي قدمه مكتب الشهيد، كان قد تصدى لبطولته وإخراجه الفنان جمال الردهان، وكان من تأليف كاتبة المقالات في المجالين الإنساني والاجتماعي، الدكتورة نادية القناعي.العمل بمجمله استذكر بإطار إنساني مؤثر بطولة الشهيد، متناولا شخصية الشهيد «سعد» وهو من أحد الشهداء غير الكويتيين، حيث جمعته صداقة مع بطل العرض جمال الردهان اللذين عاشا معا حتى حدث الغزو البغيض لدولة الكويت، ليتم استشهاد «سعد» ويبقى صديقه يعيش على ذكراه، ويعدد مناقبه وبطولاته وتضحياته من أجل بلده الكويت.قصيدة وطن، توليفة مسرحية مونودرامية تحدثت عن رسالة وصوت الشهيد، فقدم بطل العرض جمال الردهان بعدا دراميا للشخصية بأداء تمثيلي متزنا مؤثرا في الحركة والانفعال والمعايشة. لقد غلف الردهان - من قناة الكوميديا - العمل، حيث أعطت الكوميديا العرض جرعة من التغيير والتنويع في التلون بالأداء التمثيلي، حملت بطياتها أبعادا إنسانية ووطنية واجتماعية خالدة.وتنوعت عناصر الفرجة المسرحية، وهي التي تمثلت في السينوغرافيا والإضاءة، والموسيقى، والأداء، وتنوع صوت الممثل...الخ، مضيفة على العمل متعة وانسجاما وتفاعلا حض الحضور على التفاعل.وفيما كان الحوار المتبادل بين البطل جمال الردهان وصوت «المذياع» رابطا مشتركا في تجسيد الحالة والمعايشة والرمزية التي كانت حاضرة أبان الاحتلال العراقي الغاشم لدولة الكويت، فقد تميز الردهان بأدائه الصوتي المؤثر. اتسم النص بثراء الفكرة والطرح، متطرقا إلى أحداث متعددة في حياة شهيد الوطن، الذي دافع وضحى بحياته من أجل الحفاظ على البلد.وقدمت القناعي، صورا متعددة من الفداء والبطولة، مرتحلة عبر النص بين عدة قضايا تشغل الشارع العربي السائد، ومن بينها الإرهاب في العالم العربي... لقد انتقلت الكاتبة إلى ما يعانيه المواطن العربي من ويلات الربيع الزائفة.شكرا لـ «قصيدة وطن» وللمؤلفة د. نادية القناعي، ومن التمثيل والإخراج جمال الردهان، وللمخرج المساعد علي العلي، وللماكياج والديكور دلال جمال الردهان، ولمهندس الصوت راشد المطوع، والإضاءة فهد الفلاح، ولإدارة الإنتاج حسن القلاف، للإشراف العام جمال اللهو.* كاتب وأستاذ النقد والأدب
مشاركة :