المراقبون ونيو كويت 2035! - مقالات

  • 5/2/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

قرأت مقالاً لكبير المراسلين في مجلة «يورو إيكونومي» للشرق الأوسط وأفريقيا أوليفير هولمي حول رؤية الكويت «نيو كويت 2035». قرأته لأن المجلة أنشئت عام 1969 ولها سمعة محترمة.نشر المقال في عدد أبريل٬ وكان عنوان المقال التحليلي «نيو كويت يسلط الضوء على المشاكل القديمة نفسها» وهو كمضمون مختلف ومبني على أسس علمية عبر مقابلات مع مختصين في مجال الأعمال في الكويت.ذكر هولمي أن الاهتمام برؤية الكويت 2035 شبه منعدم لدى المتابعين في حين نجد الىهتمام منصباً على رؤى الدول المجاورة لسبب بسيط، وهو أنها غير قابلة للتطبيق، وانتهى إلى ضرورة قيام الكويت بتوفير إدارة فعالة وقيادة أمينة كي يتم تنفيذ رؤية تتضمن مشاريع ضخمة كتلك التي احتوتها رؤية الكويت (مدينة الحرير٬ بوبيان٬ مستشفى جابر والخدمات الصحية والطرق وغيرها).ولم أستغرب هذا التحليل٬ ففي عام 2004 قدمت شركة ماكينزي العالمية تقريرها للحكومة، وجاء فيه أن مستوى القياديين ضعيف٬ وبعده المستشار توني بلير. وفي 2009 ذكرت مجلة «أخبار الخليج» أن حالة الفساد في الكويت ميؤوس منها. وبعدها ظهرت ملامح الفساد الإداري في تنفيذ المشاريع، وكيف ان تعثرها دفع بالحكومة إلى سحب المشاريع من وزارة الأشغال لتوكل إلى الديوان الأميري. وقبل أشهر نذكر تصريح سمو رئيس مجلس الوزراء الذي قال فيه إن القيادات العليا والمتوسطة وصلت عبر «الواسطة».لنكن أكثر عمليا في تصوير النقد البناء... قبل أيام شب حريق في جامعة الشدادية التي صرح وزير التربية الأسبق في 1987 أن العمل بها سينتهي في التسعينيات. ونحن الآن وبعد 30 عاماً ما زالت الحرائق مستمرة في الجامعة ولم يتم الانتهاء منها.وقس على هذا الحجم من المشاريع مستشفى جابر ومستشفى الجهراء ومستشفى العدان الذي اختلف تصميمه بعد التنفيذ عن ما جاء في المناقصة.رؤية نيو الكويت 2035 تتضمن ان صح التعبير، «أحلاماً» لمشاريع مشابهة بالحجم نوعا ما لمشروع جامعة الشدادية.جامعة الشدادية لم تنفذ ومستشفى جابر وغيره محل خلاف، وإن نفذ فإن التأخير أحد ملامحه التي دفعت بالكاتب هولمي إلى طلب تغيير الرؤية إلى 2050!مشاريع صغيرة كجامعة الشدادية ومستشفى الجهراء والعدان وغيرها من المشاريع، يفترض أن تتضمنها خطة العمل الحكومية الخمسية، وكان لزاما تحديد الأهداف والإستراتيجيات الخاصة بها وفق جدول زمني للتنفيذ غير قابل للتمدد يعني ومن واقع خبرة (القيادة والتخطيط الإستراتيجي) يجب أن تنفذ بحد أقصى خلال أربعة أعوام... عارف كيف!كنت أتمنى على الحكومة أن تبادر بتعيين مستشارين على دراية بالمشاريع الكبرى والإدارة الإستراتيجية والقيادة كي يقوموا بزيارة للسعودية،الإمارات وقطر، لعمل التقييم العادل للوضع وقياس وضعنا مقارنة بما تم إنتاجه في دول الجوار.نعترف بوجود خلل في المنظومة القيادية وتنفيذ المشاريع وحجم الفساد بكل أنواعه، ومازلنا نبحث عن مخرج!هل هولمي مخطئ؟ وهل ما تضمنته التقارير على خطأ ونحن على صواب؟الإجابة من دون تردد، لا!نحن من أرخينا العنان لرموز الفساد. نحن من سمحنا لقياديين دون المستوى في البقاء بمناصبهم، وكلكم يذكر غرق نفق الصباحية وتوقف مشروع طريق الوفرة وغيره من المشاريع.أرجو من كل عاقل أن يراجع الوضع المتدهور. ونتمنى من أصحاب القرار أن يستبدلوا الكادر الاستشاري والسواد الأعظم من القياديين. فالكويت تستحق الأفضل.لست متشائماً، إنما أذكر لعل وعسى أن تسقط أعين العقلاء على مضمون ما نكتبه وما يعرضه غيرنا حتى في مواقع التواصل الإجتماعي ويتحرك الضمير الحي المفعم بالحس الوطني الذي نحن أحوج إليه في وقتنا الحالي.نريد أن نرى الكويت في وضع مختلف. إنه حلم يزورنا في كل ليلة ويعاود الزيارة كل ليلة منذ كتبت ماكينزي العالمية تقريرها في 2004.فهل نصحو من غفلتنا ونعيش الحلم حقيقة ويذهب كل عامل معرقل لرؤية نيو كويت 2035 إلى غير رجعة؟ أتمنى ذلك من قلب محب للكويت... الله المستعان.terki.alazmi@gmail.comTwitter: @Terki_ALazmi

مشاركة :