لولا النفاق السياسي لما يسمى بالعالم الحر والمجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس أمنها العتيد صاحب الفيتو الجاهزة أبداً المناوئة لكل حق إسلامي وعربي ، لكان من المهازل أن تزعم الدولة الصهيونية أن ما يفعله جيشها المجرم أحد أكثر جيوش العالم تسلحاً من مجازر يومية يعيشها كل متابع في جميع أرجاء العالم على مدار الساعة من خلال شاشات الفضائيات.. دفاع عن النفس. كيف يكون الإجرام والعدوان وجرائم الحرب والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية واستهداف بيوت الله على المصلين فيها دفاعاً عن النفس ؟. هزلت حتى بدا من هزالها .... كلاها وحتى سامها كل مفلس كيف يكون دفاعاً عن النفس تعمد قتل المئات من الأطفال الفلسطينيين على مدار الساعة بما فيهم الأطفال الرضع والنساء الحوامل والمسنون من الرجال والنساء وحتى العزّل من الرجال من السلاح ، واستهداف عائلات بكاملها وهم نائمون وصائمون في دورهم بهدف الإبادة الكاملة وتعمد استهداف المدارس سواءً منها المحلية أو التابعة لمنظمة الأونروا و دور الرعاية لذوي الاحتياجات الخاصة والمستشفيات والمساجد . ومما يؤلم أشد الألم أن ينبري للدفاع عن إسرائيل وهمجيتها المطلقة وعنصريتها الشنيعة البعض من بني جلدتنا ثم لا يتحرجون من الإنحاء باللائمة على المقاومة الفلسطينية الباسلة التي تضرب كل يوم الأمثال الرائعة في الإيمان بوعد الله وفي تطويرالتقنيات القتالية بما يرهب جيش الصهاينة وتثخن في جيش العدو كلما قدر لها لقاء جيش العدو وجهاً لوجه حتى أن قتلى فرق النخبة من القوات الإسرائيلية ( غولاني وأضرابها ) بالمئات. هذه بعض أفاعيل جيش الدولة الصهيونية التي يحلو لهم أن يطلقوا عليه شعار ( أكثر جيوش الأرض أخلاقية ً). ألم تتغلب على الأسطورة الكاذبة حقيقة المقاومة الفلسطينية الشريفة التي أثخنت في جنود العدو ولم يقتل خطأ على يدها مقابل آلاف المدنيين الفلسطينيين سوى شخص إسرائيلي واحد رغم مرور أكثر من أسبوعين على بدء العدوان الإسرائيلي على غزة الأبية. هذه حرب بيت لها بليل كما يقال ، بل من زمن بعيد ضمن مسلسل الاستراتيجيات الصهيونية لتحقيق حلم الصهاينة في التوسع والتمدد الجغرافي والسيادي إلى ما يسمى بإسرائيل الكبرى الذي من بين أهدافه تفتيت الدول العربية إلى دويلات صغيرة تهيمن عليها دولة إسرائيل "العظمى" وبدأ مسلسلها بما حصل للعراق الذي لم يعد خافياً أنه في طريقه للتقسيم إلى ثلاثة كيانات كردستان ومناطق للعرب السنة وأخرى للشيعة . لكن المفاجأة الكبرى التي كانت في انتظار المعتدين : استعداد المقاومة الفلسطينية استعداداً متميزاً مكّن المقاومة من ما لم تتمكن منه عدة جيوش مجتمعة ، لقد تمكنت المقاومة من استهداف الداخل الإسرائيلي ، و لم تعد الحرب ضد غزة نزهة للإسرائيليين. ستتوقف هذه الحرب عن قريب بإذن الله بهزيمة إستراتيجية كبرى بدأت بتوقف شركات النقل الجوي عن السفر إلى مطار بن غوريون في تل أبيب لأول مرة في تاريخ الذاكرة العربية ، بل ستدخل عملية "الجرف الصامد" التي تحولت إلى عملية الجرف الهار التاريخ أن هذه الحرب كانت بداية الانكماش الإسرائيلي و ليس التوسع نحو إسرائيل الكبرى ، فإسرائيل قد خطت بحربها هذه خطوات نحو الزوال. و يبقى أن نذكر أنفسنا والمنافحين عن الإجرام الإسرائيلي من بني جلدتنا أن المرء يحشر يوم القيامة مع من أحب كما علمنا قدوتنا نبينا محمد صلى الله عليه و سلم ، فليصطف من أراد مع جمع نتنياهو فالسواد الأعظم من المسلمين قد اختاروا الاصطفاف مع الشعب الفلسطيني الشقيق البطل و المقاومة المنافحة عنه. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (42) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :