من فضل الله وبركته على الإسلام؛ أن سخّر له من يدعو إليه حتى من غير المسلمين!. ليس هذا فقط، بل أنّ دعوة غير المسلمين إلى الإسلام قد تفوق دعوة المسلمين في التأثير والنجاح!. نقاب المرأة المسلمة مثلاً، حُورب كثيراً في أوروبا، حتى شرّعت بعض دولها قانوناً رسمياً بمنعه في الأماكن العامة، فلفت ذلك انتباه بعض الناشطين والحقوقيين من غير المسلمين، وصوّروا مشهداً سينمائياً لامرأة مسلمة ومُنقّبة تركب لوحدها مصعداً في الليل، ليركب المصعد بعدها رجل غير مسلم، فيفزع لأول وهلة من شكلها الذي لا يظهر منه سوى عينيها، ويرتاب من سكوتها وتجنّبها خوض الحديث معه، وربّما ظنّ أنه مقلب سمج لكاميرا خفية لأحد البرامج التلفزيونية، أو أنها إرهابية تزمع تفجير نفسها والمصعد والمبنى الذي فيه بحزامٍ ناسف تُخفيه تحت عباءتها، وتمرّ الثواني بينهما بطيئة ومثيرة، هو يوزّع نظراته المُريبة عليها وعلى لوحة أدوار المصعد، وهي صامتة ورزينة كأنها ملاك يتنزّل من السماء بالحكمة والسكينة، وفجأة يتعطّل المصعد ويتوقّف تماماً عن الحركة، لتجلس هي تنتظر الفرج، وليحاول هو فتح باب المصعد بعصبية وقوة، فيُجرح في يده وينزف الدم منها غزيراً، ولا أحد من الخارج يحاول نجدتهما وإنقاذهما ممّا هما فيه، غير أنّ المرأة استشعرت خطر الجُرْح عليه، فنزعت نقابها بعد تردّد طويل يُبيّن مدى تمسكّها به، لتربطه على جُرْحه كي لا ينزف أكثر فيموت!. هنا ينتهي المشهد، وسواء كان قصْده تأييداً لارتداء المرأة للنقاب وحثاً وتشجيعاً لها عليه، أو حتى تبغيضاً لها عليه وتحريضاً لها لنزعه، إلاّ أنه روّج بنجاح منقطع النظير للنقاب كمُنقذ للمرأة من أخطار الفتنة والاختلاط، وكمُنقذ للرجل أيضاً من الموت بعد أن كان يرى فيه رمزاً لعبودية المرأة المسلمة وإرهابها وتخلّفها!. ولو أنفق المسلمون أموالاً كثيرة وقضوا أوقاتاً طويلة للترويج للنقاب لما نجحوا كما نجح هذا المشهد بتكلفته القليلة وزمنه القصير!. ألم أقل لكم؟ هذا من فضل الله وبركته على الإسلام، وليبلغنّ هذا الدين وتعاليمه الآفاق، وليدخلنّ البيوت في أصقاع الأرض، طوعاً لا كُرْها، شاء من شاء، وأبى من أبى، فاصبري يا أختاه، واصبري يا ابنتاه، على الحجاب أو على النقاب، فإنكما على الهدى والقسطاس المستقيم!. @T_algashgari algashgari@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (47) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :