من الظلم أن تُشوّه وجنتا مدينة جميلة مثل إسطنبول التركية بحفنة من اللصوص، مثلما تُشوّه وجنتا الصبيّة الجميلة ببثور وحَبِّ الشباب!. وحاشا أن أعمّم، فالشعب التركي من أطيب الشعوب، ويتعامل مع السُيّاح بحفاوة وأمانة!. واللصوص الذين أشير إليهم هم فقط بعض سائقي الأجرة ممّن لا يمكن للسُيّاح الاستغناء عنهم في مدينة كبيرة وشاسعة الأطراف مثل إسطنبول!. ولي مع أحدهم قصّة غريبة، إذ اتفقت معه لتوصيلي لأحد المزارات السياحية مقابل ٣٠ ليرة تركية (حوالى ٦٠ ريالاً تقريبًا)، وليتني لم أفعل، واستخدمت بدلاً منه المترو الجميل والأرخص. المهم أنه عندما أوصلني للمزار ناولته في يده ١٠٠ ليرة على أن يردّ لي ٧٠ ليرة، وفي أقل من ثانية رأيته يزجرني، ويكرّر القول: هذه ليست ٣٠ ليرة!! هذه ليست٣٠ ليرة!! فاستغربت ذلك لأرى في يده ١٠ ليرات فقط!! ولأنه لم يخفض يده، أو يرفعها، أو يضعها في جيبه، أو في دُرْج السيارة، ارتبكت وظننت أنني ناولته بالخطأ ١٠ ليرات بدلاً من ١٠٠ ليرة، فاعتذرت له، وأخذت منه الـ ١٠ ليرات وأخرجت من محفظتي ١٠٠ ليرة؛ ليردّ لي ٧٠ ليرة، وبعد نزولي من السيارة، وانطلاقه هو بسرعة، شككْتُ في الأمر، فأحصيت ما في محفظتي من مال لأكتشف أنني أعطيته ٢٠٠ ليرة، وقد ردّ لي بالمجموع ١٠ + ٧٠ ليرة لتصبح تكلفة المشوار ١٢٠ ليرة، بدلاً من ٣٠ ليرة، أي ٤ أضعاف ما اتفقنا عليه، فكيف استطاع الخبيث سرقتي؟. لا ريب أنه خفيف اليد، كما لو كان ساحرًا في سيرك، إذ كانت الـ١٠ ليرات التي أراني إيّاها موجودة في يده أصلاً، ولكنه أخفاها بطريقةٍ ما، وحالما سلّمته الـ١٠٠ ليرة (الأولى) أسقطها فورًا على مقعد السيارة بجانبه، مستغلاً ركوبي في المقعد الخلفي وعدم رؤيتي الكاملة له، ثمّ أظهر لي الـ١٠ ليرات المخفية ليقول لي: هذه ليست٣٠ ليرة!! هذه ليست٣٠ ليرة!! ممثلاً ببراعة أنه غاضب لأني لم أعطه حسب الاتفاق! وطبعًا، تعرفون بقية القصّة، لقد سُرِقَ كاتبكم يا (رِقّالة) وتمّ استغفاله بشطارة!. الشاهد أنّ صديقًا تركيًّا حذّرني بعدها من أنّ كثيرًا من سائقي الأجرة هناك مثله، وأنهم يحتالون على السُيّاح، خصوصًا السعوديين، بطرق محترفة قد يغيّرونها من فترة لأخرى حسب الظروف، وهأنذا أجيّر التحذير لبني جلدتي، فإسطنبول تستقبل كثيرًا منّا في الإجازات وغيرها!. وأخيرًا، مَن يكفل لي إيصال رسالة لرئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، ذلك الزعيم الذي خلّص إسطنبول كثيرًا من الفساد خلال رئاسته لبلديتها، وأتمنّى أن يُخلّصها وهو رئيس للحكومة من هذا اللص وأمثاله، ليكتمل جمالها الأناضولي الساحر!. تويتر: @T_algashgari @T_algashgari algashgari@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (47) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain المزيد من الصور :
مشاركة :