دلال في اسطنبول | م. طلال القشقري

  • 10/7/2013
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

في أحد مطاعم مدينة اسطنبول التركية رأيتُ مشهداً عجباً.. عجيباً.. عُجاباً!. كغالبية المطاعم لم يكن المطعم مكشوفاً، بل مُغلقاً بالجدران والأسقف الخرسانية والواجهات الزجاجية، لكن في داخله تُوجد عدّة أشجار قد فتح لها صاحب المطعم فتحات في سقفه لتتابع نموّها، فترى جذوعها تحت سقف المطعم، بينما ترى فوق السقف فروعها وأغصانها وأوراقها وطيور النورس المهاجرة التي تحطّ عليها، في مشهد رائع وفريد، مع إحكام مُحيط الفتحات بإتقان يسمح بتمدّد الجذوع ولا يسمح بتسرّب الأمطار لداخل المطعم!. وبلقافة الكُتّاب سألتُ عن سبب ذلك، فكان الجواب هو أنّ بلدية اسطنبول تمنع قطع الأشجار تماماً، ولم تمنح صاحب المطعم ترخيصاً لبنائه إلا بعد أن تعهّد رسمياً وحلف سبعين يميناً بعدم قطعها، ورعايتها إلى ما شاء الله أن تُعمِّر، ولو حصل عكس ذلك قد تسحب البلدية الترخيص منه وتُغرّمه!. يا عيني، ماذا هذا الدلال للأشجار هناك؟ يا بختها، وهنيئاً لها، ويا حسرة على ما تُعامل به أشجار مدننا، خصوصاً في جدّة، إذ ما إن تنمو قليلاً حتى تحصل لها ثلاث مصائب: إمّا تمرض، أو تتشوّه، أو يتقوّس ظهرها، كدليل على سوء زراعتها!. أو تموت وهي في عزّ الشباب، يا حرام، كدليل على سوء رعايتها!. أو تُستأصل من جذورها لتُزرع غيرُها، كدليل على إيثار الأمانات لتمرير عقود الزراعة الجديدة بدلاً من الاهتمام برعاية أشجار العقود القديمة!. لهذا أقترح أن تُعيرنا بلدية أسطنبول مسؤولي زراعتها لتدليل أشجارنا، كي تتعافى هي وتستمتع بحياتها، ونستمتع نحن بجمالها، ونستفيد كذلك من استنشاقها -أصالةً عن نفسها ونيابةً عنّا- ثاني أكسيد الكربون، وزفرها للأكسجين النقي لمصلحة العباد والبيئة والبلاد!. @T_algashgari algashgari@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (47) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain المزيد من الصور :

مشاركة :