شهادة يلين تقلّص فرص الرفع الثالث للفائدة الأمريكية

  • 7/17/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تعد شهادة جانيت يلين، رئيسة مجلس الاحتياطي الأمريكي، نصف السنوية أمام الكونجرس الحدث الأهم الأسبوع الماضي، حيث رأت الأسواق أن نبرتها أقل تفاؤلاً مقارنة بشهادتها السابقة.وأقرّت يلين بالتحسنات الأخيرة التي شهدها الاقتصاد، بحسب تقرير لبنك الكويت الوطني، مؤكدة على قوة سوق العمل، وقالت إن الاقتصاد جيد بما يكفي ليتحمل رفعاً لأسعار الفائدة وخفضاً تدريجياً لميزانيته. وفي هذه الأثناء، أفادت يلين في اليوم الثاني من شهادتها أن مجلس الاحتياط الفيدرالي ليس في عجلة من أمره لتقييد الظروف النقدية نظرا للمسار البطيء للتضخم. بالنظر إلى مسؤولي المجلس الفيدرالي، لاحظ رئيس احتياط فيلادلفيا، باتريك هاركر، أن «المسار المتباطئ الأخير للتضخم الأمريكي يمنحه وقتاً لتقرير ما إذا كان يجب على المجلس أن يرفع أسعار الفائدة للمرة الثالثة هذه السنة». وإضافة لذلك، استنتج اثنان من أعضاء المجلس أن سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية ليس بعيداً جداً عن السعر الحيادي. وفي هذه الحالة، قد يكون المجلس قريباً من حده الأقصى فيما خصّ رفع أسعار الفائدة. وارتفعت الأسهم العالمية وتراجعت معظم عوائد السندات حول العالم بعد ثاني يوم من شهادة يلين.وجاء رفع الفائدة الذي كان متوقعاً جداً في البنك المركزي الكندي يجعله أول بنك مركزي يحذو حذو المجلس الفيدرالي في تقييد السياسة النقدية عقب الأزمة المالية ما بين 2007 و 2009. فقد رفع بنك كندا سعر الإقراض ليوم واحد لديه بواقع 25 نقطة أساس ليصل إلى 0.75%، رافعاً بذلك الدولار الكندي إلى أعلى مستوى له منذ يونيو 2016 مقابل الدولار الأمريكي.حيث تشهد مرحلة نمو كندا أقوى نمو منذ انكماش 2008-2009، مع وتيرة نمو تجاوزت %3 في أرباع السنة الأربعة السابقة، وهذه هي الوتيرة الأسرع ضمن دول مجموعة السبع، وتبلغ ضعف ما يعتبره بنك كندا قدرة كندا على النمو من دون تأجيج التضخم. ويتوقع بنك كندا أن يتراجع نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في السنوات القادمة من 2.8% في 2017 إلى 2.0% في 2018 و 1.6% في 2019.تراجع الدولاروعلى صعيد العملات، استمر الدولار في التراجع وبلغ أدنى مستوى له الأربعاء الماضي عند 95.464 إثر شهادة يلين أمام الكونجرس، التي اعتبرتها الأسواق حمائمية. ثم استمر الدولار في تراجعه إلى أدنى مستوى له منذ 10 شهور عند 95.04 مع صدور بيانات التضخم ومبيعات التجزئة المخيبة للآمال، ليثير بذلك القلق حيال قوة الاقتصاد الأمريكي ويخفض توقع المجلس الفيدرالي باعتماد وتيرة أسرع لرفع أسعار الفائدة. وبدأ الدولار الأسبوع عند 96.00 وأنهاه الجمعة عند 95.110.وبدأ اليورو ارتفاعه الثلاثاء بسبب ضعف الدولار، وبلغ أعلى مستوى له في 14 شهراً الأربعاء عند 1.1489، ليتراجع بعدها الطلب على السندات الحكومية في منطقة اليورو مع رفع القلق السياسي في أمريكا، ما أدى إلى انخفاض العوائد وجني المستثمرين أرباحهم على المراكز الطويلة لليورو. وبدأ اليورو الأسبوع عند 1.1400 وأنهاه عند 1.1467.وكان الجنيه الإسترليني في تراجع الأسبوع الماضي بعد أن أفاد نائب محافظ بنك إنجلترا، بن برودبانت، بأنه لا يحبذ رفعاً مبكراً لأسعار الفائدة فانخفض الجنيه من1.29 دولار إلى 1.2846 دولاراً وهو أدنى مستوى له في يوليو. ولكن هذا التراجع لم يستمر طويلاً، بعد صدور تقرير توظيف كان إيجابياً في معظمه. وارتفع الجنيه وتمكن من إنهاء الأسبوع بشكل إيجابي وسط التعليقات الصقورية من عضو بنك إنجلترا، إيان ماكفيرتي، الذي أفاد بأن بنك إنجلترا يجب أن ينظر في خفض برنامج التسهيل لديه البالغ 435 بليون جنيه. وبدأ الجنيه الأسبوع عند 1.2887 وأنهاه الجمعة عند 1.3102.وتراجع الين الذي يعتبر ملاذاً آمناً بنسبة 5% في الشهر الماضي مقابل الدولار مع اتساع الفجوة بين المجلس الفيدرالي الصقوري وبنك اليابان الحمائمي. واستعاد الين بعض خسائره الأسبوع الماضي بعد تراجع الدولار. وبدأ الدولار الأسبوع يوم الاثنين عند 114.00 وبقي في مسار نزولي حتى الإغلاق يوم الجمعة عند 112.50.وفي مجال السلع، لقي الذهب دعماً الأسبوع الماضي بعد تعليقات جانيت يلين الأقل تفاؤلاً وعدم اليقين السياسي في أمريكا. وارتفع سعر الذهب من 1.207 إلى أعلى مستوى له في خمسة أيام عند 1.225.60دولار، وكان سعر أونصة الذهب عند الإغلاق الجمعة 1228.58دولار.ثقة بسوق العملفي تلك الأثناء تراجع عدد الوظائف الجديدة في الاقتصاد الأمريكي بحدة بنسبة 5 %في مايو إلى 5.7 مليون مع بلوغ إبقاء أرباب العمل الموظفين من سوق العمل أعلى مستوى له منذ مارس 2004. وإضافة لذلك، ارتفع عدد الأمريكيين الذين تركوا وظائفهم بشكل طوعي بنسبة 7.1% ليصل إلى 3.2 مليون، ما يشير إلى ثقة قوية بسوق العمل.وبالرغم من أن سوق العمل قريب من التوظيف التام ومعدل البطالة 4.4%، بقي نمو الأجور بطيئاً بشكل محبط.وحين تكون البطالة متدنية بهذا الشكل، ترتفع الأجور عموماً. ولكن معدل أجر الساعة ارتفع بنسبة 2.5% فقط في الشهور الاثني عشر الأخيرة. وفي آخر مرة كان فيها معدل البطالة متدنياً بهذا الشكل، كانت الأجور ترتفع بنسبة 4% تقريباً. وأظهر استطلاع منفصل قامت به مجموعة ضغط نافذة لصغار الشركات الأمريكية أن إيجاد عمال مؤهلين ما زال يأخد أكبر مخاوفهم.كما ارتفع تضخم المنتج ومؤشر سعر المنتج قليلاً بنسبة 0.1% في يونيو، وكان وراء التضخم الكلي الشهري أسعار الخدمات التي ارتفعت بنسبة 0.2%، ما يشكّل 80% تقريباً من ارتفاع مؤشر سعر المنتج. وبالرغم من ذلك تراجع التضخم على كلا الصعيدين عن السنة السابقة. وتراجع تضخم سعر الجملة من سنة لأخرى من 2.4% في مايو إلى 2% وتراجعت البيانات الأساس من 2.1% إلى 2%، ما وفّر المزيد من الأدلة على تراجع التضخم.مؤشر مديري الشراء لأعلى مستوىارتفع مؤشر مديري الشراء للتصنيع في منطقة اليورو لأعلى مستوى له في 74 شهراً في يونيو، عاكساً أقوى مسار لهذا القطاع في أكثر من ست سنوات. وعند المستويات الحالية، تشير قراءة مؤشر مديري الشراء لإنتاج المصانع بالتوسع بمعدل سنوي نسبته 5% تقريباً. وبعد الأرقام المتفائلة عموماً لمنطقة اليورو في الأشهر الأخيرة، من الأرجح أن توفر البيانات القوية للنشاط الصناعي في مايو المزيد من الدعم للنشاط الاقتصادي المنتعش في أوروبا.إلى ذلك بقيت تكلفة السلع والخدمات التي يدفعها الأمريكيون على حالها خلال شهر يونيو، فيما توقعت الأسواق ارتفاعاً نسبته 0.1%. واستمرت تكلفة البنزين بالتراجع الشهر الماضي بنسبة 2.6%، بعد أن تراجعت بنسبة 6.4% في مايو. وارتفع تضخم المستهلك على أساس سنوي بنسبة 1.6%، أي أقل من القراءة البالغة 1.9% المسجلة في مايو ومن أعلى مستوى في خمس سنوات نسبته 2.7 %قبل خمسة أشهر .

مشاركة :