أعادت صحيفة الحياة (7 يونيو) فتح ملف المسؤول في كتابة عدل ينبع التي رفع أحد موظفيها شكوى ضد تجاوزاته المبنية على سوء استغلال سلطاته. ويبدو أن في الأفق شيئاً يذكرني بصاحب عشرات الملايين التي جمعها بسبب جني تلبسّه على حد زعمه. والموظف على حد الخبر كان وكيلاً شرعياً لكاتب العدل. وتلك أولى الكبائر التي تدل على سوء استغلال السلطة، ومن أبسطها السماح للموظف بالخروج لمتابعة (شؤون ومصالح) الرئيس خلال أوقات الدوام الرسمي. ويقول الموظف إن المسؤول قد ضخّم راتبه تزويراً كي يتسنّى له الحصول على تأشيرات لجلب عمالة كافية بحجة تشغيلهم رعاة في مزرعة ما في منطقة المدينة المنورة. ولا أعلم إن كانت المزرعة مفبركة وهمية أم هي الماشية كذلك. وأما مسلسل الانتدابات الوهمية فشائع إلى حد كبير في كثير من الأجهزة العامة، ولها صور شتى أسوأها ما ذُكر في شكوى الموظف من كونها (مفبركة) تماماً، أي لا يتحرك المنتدب خطوة خارج المدينة التي يعيش فيها ويعمل. ومنهم من يسافر فعلاً لمهمة تستغرق أسبوعاً مثلاً، ليختصرها في سويعات ثم يختفي بعدها أو يعود مبكراً مع قبض بدل انتداب الفترة كاملة. الأهم من ذلك كله في نظري عدم افتراض أن هذه حالة فردية لا تتكرر إلا مرة في القرن! أو أنها لا تتم إلا عبر جني متربص أو شيطان مريد. والأشد أهمية أن تتعاضد الجهات الرقابية والأمنية معاً على اكتشاف وسائل أو آليات جديدة تشجع الموظفين الصامتين على رفع ملاحظاتهم تجاه كل ما يرونه فساداً بيناً أو ظنياً مدعوماً بما يكفي من الشكوك المثيرة للريبة. أما الآلية الحالية فلا أحسبها فعالة جداً لأن مقدم الشكوى يظل خائفاً يترقب، فهو يخشى أولاً أن يعرف المشكو اسمه، فينتقم منه خاصة إذا (طلع) منها كما تطلع الشعرة من العجين. ويخشى ثانياً أن يتم تلبيسه تهمة هو بريء منها، فيكون من النادمين. اللهم احفظ كل عامل مخلص نظيف اليد صادق اللسان! وعليك بكل مرتشٍ وفاسد ومختلس وظالم، وعجل له يا رب عقوبة تجعله من الخاسئين. salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain