ليست نكتة بل حقيقة لا شكّ ولا مزح فيها، فالمتسابق اليوم في منافسات تركيض الإبل لم يعد كائناً بشرياً يسوط رقبة الناقة أو البعير بل (روبوت) صغير على هيئة راكب يتم التحكّم به عن بُعد بواسطة الريموت كونترول. هذه إحدى استخدامات التكنولوجيا في دول الخليج. بالفعل "ما خلوا شيء"..! أقول قولي هذا مستفتحاً حكاية اليوم بعد أن قرأت في هذه الجريدة خبراً تحت عنوان " السعوديون ينفقون 25 مليار دولار على الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ". نُشر هذا الكلام بتاريخ 2 يوليو الماضي 2013 واستند الخبر على هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية التي أصدرت تقريرها بشأن الإنفاق التقديري على هذه الخدمات. ورد في التقرير أن هذا الرقم الضخم لم يأتِ من فراغ بل كان نتيجة إطلاق المبادرات في جميع مجالات الاتصالات وتقنية المعلومات وتعزيز أمن المعلومات وتطوير خدمات الانترنت في المملكة. كلام نظري جميل تخضع مصداقيته لما يدور على أرض الواقع، فهل حال الاتصالات السلكية واللاسلكية وكذا خدمات الانترنت وسرعاتها وتوافرها في كل بقعة على أرض الوطن يوازي هذا الصرف الباذخ عليها وأسعارها المفروضة على المستخدم النهائي؟؟ دعونا من هذا الآن ولنرَ حال ما يُسمى بالحكومة الاليكترونية التي أمر قائد هذه البلاد ملك التطوير والتحديث برصد مبالغ طائلة من أجل تسهيل خدمات الأجهزة الرسمية وجعلها في متناول الجميع اليكترونيا، هل بالفعل حققت تطلعات مليكنا وتم انجازها حسب المدة الزمنية التي أمر الجهات الحكومية الالتزام بها؟؟ نسمع كمواطنين أرقاما فلكية صرفتها (بعض) الوزارات والأجهزة الخدمية وكذا الجامعات على تطوير وإنشاء مواقعها الاليكترونية التي تتضمن تقديم خدماتها للمستفيد دون الحاجة لمراجعة مقرّاتها فهل تحقق ذلك؟؟ الجواب يعرفه كل من حاول الدخول لهذه المواقع والاستفادة من خدماتها..! أعود للرقم الضخم الذي ورد في تقرير هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات وأفترض أنه يتضمن بالتأكيد ما صرفته الأجهزة الرسمية على مواقعها المحسوبة ضمن منظومة الحكومة الاليكترونية التي نسمع بها ولا نعرف أين هي، تماما مثل بيض (الصعو) يُذكر ولا يُرى..!! حتى أكون منصفاً استثني أجهزة وزارة الداخلية من هذا القصور إذ إن مواقع الجوازات والمرور والأحوال المدنية وغيرها بالفعل سهّلت على الناس الحصول على خدماتها بكل يسر وسهولة. محطّة القافلة: يُؤكّد الدكتور عبدالعظيم حنفي أستاذ النُظم السياسيّة/ كليّة الاقتصاد والعلوم في جامعة القاهرة في مقال له نُشر في موقع أفق الاليكتروني الصادر عن مؤسسة الفكر العربي بأن العلم والتكنولوجيا لم يعدا موضع اهتمام العُلماء وأصحاب الاختصاص وحدهم بل غدوا موضع اهتمام الساسة والسياسيين وذلك لأن الدول العصرية في البلدان النامية لم يعد بناؤها إلاّ استناداً على العلم والتكنولوجيا الحديثة.
مشاركة :