مع التطورات السريعة في تقنية المعلومات أصبح إنجاز الأعمال والأنشطة اليومية وكذلك الحصول على الخدمات وتنفيذ المعاملات الحكومية أمراً أكثر يسراً وسهولة من خلال ما أتاحته تلك الجهات من تطبيقات وتعاملات باستخدام الوسائل الإلكترونية (إنترنت، تطبيقات أندرويد،...). الواقع المشاهد يظهر أن هناك تطورا إيجابيا كبيرا في تعامل عدد من الجهات الحكومية لدينا مع تقنيات المعلومات والاتصالات ومنها وزارة الشؤون البلدية والقروية وأمانات المناطق من خلال التوسع في مجالات وتعاملات الحكومة الإلكترونية في الأعمال البلدية، حيث لبست بعض التعاملات البلدية ثوباً رقمياً جديداً سهل عملية الحصول على الخدمات البلدية دون الحاجة إلى تجشم عناء المراجعة والتنقل بالاستفادة من الوسائل والتطبيقات الإلكترونية، والمستقبل القريب يبشر بخير فوزارة الشؤون البلدية والقروية تعمل حالياً على تنفيذ مشروع (بلدي) بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات ممثلة في برنامج التعاملات الإلكترونية الحكومية "يسر" لتقديم كافة أعمال الوزارة إلكترونياً. وعلى مستوى أمانات المناطق نجد أن أمانة منطقة الرياض على سبيل المثال توسعت في تعاملاتها الإلكترونية حيث أعلنت مؤخراً عن تقديم خدمة تجزئة الأراضي للمواطنين إلكترونياً بالإضافة إلى خدماتها الأخرى المتعلقة برخص البناء كالتسوير، والهدم، والترميم، وبناء الملاحق وتقديم الرخص المهنية. إن هذا التجاوب الناجح والتغيير الشامل المعتمد على ثورة الاتصالات وتقنية المعلومات من قبل الجهات البلدية سيساعد في تيسير الحصول على الخدمات البلدية وتوفير الوقت والجهد، لكن من الأهمية بمكان أن يصاحب ذلك القيام بعملية تطوير إدارية وتوعية ثقافية للعاملين والمتعاملين من أفراد المجتمع ككل فهناك من يجهل التعامل مع تلك التطبيقات والبعض الآخر لايعلم عنها، فما أجدى أن تضع كافة الأمانات والبلديات هدفاً إستراتيجياً لتوفير الخدمات البلدية دون الحاجة للمراجعة (البلدية الإلكترونية) وهذا بلاشك ممكن وليس صعب المنال إلا أنه يتطلب العمل على توفير وتطوير البنية التحتية لتقنية المعلومات والاتصالات على مستوى كل البلديات سواءً في المدن الكبيرة أو على مستوى المحافظات والمراكز، وتأهيل القدرات والطاقات البشرية، وكذلك تسهيل وتبسيط الإجراءات البلدية والتعريف بها والتوعية بطرق إنجازها. *متخصص في التخطيط العمراني
مشاركة :