رأي آخر حول الأمطار - م. فهد عبدالرحمن الصالح

  • 11/27/2013
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

كغيري تابعت ماكتبه الزملاء من كتاب الصحف حول تدني مستوى البنية التحتية وارتفاع منسوب المياه داخل الأنفاق ورداءة شبكات تصريف السيول في مدينة الرياض، ورصدت انطباعات وآراء من تحدث كي اكتب بعد استطلاع الموقف وبحيادية دون تكرارٍ لطرح من سبقني. بدايةً أود أن عرج على أمرٍ مهم وهو أن معظم المدن والقرى بالمملكة قد نشأت على أودية وشعاب، فمدينة كالرياض عرف موقعها منذ القدم بالخضرة، واسم الرياض (جمع كلمة روضة) يعني المكان الغني بالحدائق والبساتين حيث كانت تقوم على مدينة حجر الغابرة التي عرفت باسم (خضراء حجر). وبالتالي فإن تخطيط المدينة وأحياءها السكنية يجب أن يراعي هذا الجانب، وكان من الضروري احترام طبوغرافية المكان وتجنب البناء في مجاري السيول والأودية إلا أن واقع الحال لدينا لم يراع هذا الجانب في بعض الأحياء التي خططت في المدينة ولذلك أصبحت تلك الأحياء تغرق وتتضرر بعد نزول الأمطار كحي السويدي مثلاً، بينما حي السفارات الذي روعي في تصميميه طبوغرافية المكان لم نسمع يوماً بحدوث أية أضرار جراء نزول الأمطار فيه وهذا دليل على أنه متى احترمت طبوغرافية المدينة وروعي فيها اعتبارات البيئة المكانية فإنه بحول الله سيتم تلافي حدوث الكوارث. وفي جانب آخر تعتبر مدينة الرياض متأخرة كثيراً في توفير شبكات تصريف سيول داخل الأحياء، فنسبة تغطية المدينة بشبكات التصريف لاتزيد عن 25% تقريباً من إجمالي المساحة الكلية للمدينة، وبالتالي أصبح تأخر المدينة في تنفيذ شبكات تصريف السيول سبباً رئيساً في ارتفاع منسوب المياه في داخل الأحياء وكذلك بعض الأنفاق لأنها بذلك أصبحت حاوية لاستقبال المياه القادمة من داخل الأحياء، ولعلنا نلحظ أن أحياء وسط المدينة المغطاة بشبكات تصريف السيول أو الأحياء التي تُصرّف على وادي حنيفة كحي عليشة لم تتأثر بالسيول بتاتاً، وهذا يستدعي ضرورة التحرك عاجلاً لتغطية كافة أحياء مدينة الرياض بشبكات تصريف السيول خصوصاً وأن المدينة اعتمد لها خمسة آلاف مليون ريال منذ عامين لاستكمال تنفيذ مشاريع القنوات وشبكات تصريف مياه الأمطار والسيول في أحياء مدينة الرياض بناءً على الأمر السامي الكريم ذي الرقم 7942 المؤرخ في 1/2/1433ه. ما أتطلع له اليوم وقد حصل ما حصل أن نستفيد من الدرس وأن نبادر في معالجة الأخطاء وأن لا ننتظر حتى يحل عام قادم ونحن على أخطائنا باقون!

مشاركة :