وفي مقال سابق الأسبوع الفارط أثنى الزميل أبوأسامة (عبدالعزيز قاسم) على من هم أهل للثناء حقا في عالم يموج بالمصالح الخاصة وبالخوف من المستقبل وبإيثار السلامة دائماً. إنه ثناء مستحق لأعضاء محكمة الاستئناف التي قضت بعدم صحة صك استحكام لأرض تتجاوز مساحتها 30 مليون متر مربع في جنوب جدة المأهول بالسكان والخدمات، وبقيمة تقارب 90 مليار ريال. وهنا يمكن إثارة أكثر من سؤال، أوّلها مباشرة يرتبط بمدى صحة الإجراءات التي بُني عليها استخراج صك الاستحكام (المرفوض)! وكيف يصدر صك ملكية على أرض بتلك المساحة الهائلة تتضمن مباني حكومية وشوارع وخدمات وربما أملاكاً لآخرين! كيف يمكن تجاوز كل الأصوات المعترضة. بداية بالبلديات والأمانة؟ كيف تم السكوت كل هذا الزمن الطويل قبل استخراج الصك المثير للاستغراب فضلاً عن الجدل؟ ما هي الخطوة الأولى، أو الأساس الشرعي الذي اعتمد عليه أمر اعتماد الصك؟ هل هي عملية إحياء الأرض مثلاً؟ وهل من الوارد عقلاً وشرعاً إحياء 30 مليون متر مربع؟ كيف أحياها؟ وما هو تعريف الإحياء؟ وما هدفه أصلاً؟ هل من الشرع إحياء الأرض مهما كبرت لمجرد التملك؟ أم أن الهدف النبيل من عملية الإحياء هو زراعة الأرض واستخراج خيراتها وتوظيف عدد من أبناء الوطن للعمل على إحيائها، فتستغني أسر محتاجة، وتنمو أرض مجدبة وينتشر خير منشود!! لا أعلم التفاصيل! لكني أحسب أن بالإمكان تأليف سفر كامل في كيفية الالتفاف الشامل على هدف نبيل عظيم، لنحيله إلى مجرد مركب سهل لتضخيم الثروات وزيادة الأملاك وبسط النفوذ! وقد لا يجانبني الصواب إن جزمت بأن مبدأ إحياء الأرض قد تم استغلاله في مواطن كثيرة أيما استغلال، لتكون المحصلة جزءاً من المشكلة التي نعيشها شحاً في أراضي الخدمات الأساسية ذات المنفعة العامة فضلاً عن السكنى للخاصة والعامة. في الإسلام مبادئ عظيمة لكنها دائماً مشفوعة بضوابط عميقة تخدم أهدافاً نبيلة. وأما الملتفّون المستفيدون المستغلّون لما استؤمنوا عليه من صلاحيات، فقد أفتى سماحة المفتي العام بوجوب التشهير بهم، والتنديد بتاريخهم الأسود وفعلهم الشائن حتى يكونوا للآخرين عبرة، وحتى لا يحسبهم التابعون لهم قدوة. salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :