في أبواب الصحف القديمة، كانت هناك أبواب للأخبار الغريبة، لمجرد التسلية، وهي أخبار لا تجبر قارئ الصحيفة على تصديقها، ولكن لا تستطيع الصحف تجاوز مثل هذه الأخبار الغريبة دون نقل، فتضعها تحت مسمى (صدق أو لا تصدق)، يعني لو صدقت يكون الخبر لمجرد المتعة الذهنية لعقلك، وإن لم تصدق لا تلومنا، ولا تحرجنا، فهو مجرد نقل، وناقل الكفر ليس بكافر. تحت زاوية صدق أو لا تصدق، يفتح ديوان المراقبة العامة كل عام، بابه للتساؤل حول إجراءات الأجهزة الحكومية المالية والإدارية التي خضعت لمراجعته، وهذا العام وضعها كلها، دون استثناء، تحت دائرة (وجود ملاحظات)، حيث كشف مجلس الشورى أن التقرير السنوي لديوان المراقبة العامة للعام المالي 1433 /1434هـ بيَّن أن الجهات الحكومية صرفت ثلاثة مليارات و580 مليون ريال دون وجه حق، ودون مستند نظامي. ذكر التقرير أن 69% من الحسابات الختامية للقطاعات الحكومية التي راجعها الديوان عليها ملاحظات، و86% من المستودعات التي قام الديوان بالتفتيش عليها وجد عليها ملاحظات، و70% من الصناديق الحكومية التي جردها الديوان وجد عليها ملاحظات، و100% من الحسابات الختامية للمؤسسات العامة للدولة التي تمت مراجعتها وجد عليها ملاحظات، ويؤكد مجلس الشورى، أن عبارة (دون وجه حق)، تعني أنها صُرفت بشكل غير محدد أو غير مكتوب بالأنظمة المعتمدة. صدق أو لا تصدق، أنه برغم كل هذه الملاحظات، لم يبدِ لنا الديوان رأيه هل هي ترقى للفساد أو لا ترقى إليه، وهل ترقى للاختلاس أو لا ترقى إليه، وصدق أو لا تصدق، أن الديوان يقوم مشكورًا، بمخاطبة الجهة لمعرفة أين تم صرفها، وينتظر الرد من الجهة؟ أو إعادتها لخزانة الدولة؟ وصدق أو لا تصدق، أن الجهة إذا لم ترد، يرفع أمرها، لهيئة الرقابة والتحقيق، وصدق أو لا تصدق، أن هذه الملاحظات أبديت للجهات، ووجهت بمباشرة التحقيق فيها واستعادتها، وصدق أو لا تصدق، أنه لم يتم الرد على هذه الملاحظات، حتى وقت رفع التقرير لمجلس الشورى، وصدق أو لا تصدق أن ديوان المراقبة العامة يكرر هذه الاتهامات كل عام، ومع كل تقرير يصدره، وصدق أو لا تصدق، أنه لا يمل. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (100) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :